موقع الشيخ طلاي

Menu

من “طبقات المشايخ بالمغرب” للدرجيني: شاعر الشراة عمران بن حطّان

جلسة يوم  08/12/2010م الموافق ليوم 2 محرّم 1431هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة الحضور مرحبا بكم وأهلا؛ في جلستنا هذه الثقافية سيكون حديثنا عن أديب من الأدباء، وشاعر حسّاس صَدوقِ اللسان وقويّ الجَنان، ربّ السيف والقلم كما يُقال، هو عمران بين حطّان الأزدي رحمه الله.

ويقول عنه صاحب “الطبقات” تمشّيا وملازمة لعنوان ندوتنا “إطلالة على كتاب”،

قلتُ، يقول عنه صاحب الطبقات، ج2، ص34-38:

«ومنهم عمران بن حطّان الشاري رحمه الله ورضي عنه، هو النهاية في الورع والصلاح، واطِّراح الدنيا كلّ الاطّراح، لِما خصّه الله عزّ وجلّ من فنون العلم والنزاهة والحِلم وشهامة الجَنان، وفصاحة اللسان…

قال ا لمبرّد: كان عمران رأس العقد وخطيبهم وشاعرهم، قال: وكان من حديثه أنّه لمّا طرده الحجّاج كان ينتقل في القبائل، فكان إذا نزل في حيّ انتسب نسبا يَقربُ منه، وفي ذلك يقول:

نزلنا في بني سعد بن زيـد    و في عَكِّ و عامر عَوْبَثانِ

و في لَخْمٍ وفي أُددِ بن عَمْرٍ    وفي بَكر وحَيِّ بني العِدانِ

…ولمّا أتى عُمان، وجدهم يعظِّمون أمر أبي بلال ويظهرونه فأظهر أمره فيهم، فبلغ ذلك الحجّاج فكتب إلى أهل عُمان فيه، فهرب عمران حتّى أتى قوما من الأزد فلم يزل فيهم حتّى مات رحمه الله [سنة 84هـ]، وفيهم يقول:

نزلنا بقومٍ يجمـع الله شملهـم     وليس لهم عود سوى المجد يعتصر

نزلنـا بحمد الله في خير مـنزل    نسرّ بما فـيه من الأُنسِ و الخَفَر

من الأزد، إنّ الأزد أكرم معشر    يمانـيةٌ طابوا إذا انتسب البشـر

فأصبحت فيهم آمنا، لا كمعشر    أتوني فقالـوا من ربيعة أو مضر

أم الحيّ قحطان، فتلكم سفاهـة   كما قال لي روح، وصاحبه زفر

ومـا منها إلاّ يُسَـرُّ بنسـبـة    تقَـرِّبُـني منه وإن كان ذا نفـر

فنحـن بنو الإسلام، والله واحد   وأولـى عباد الله بالله مَن شكـر

ومرّ عمران بالفرزدق على باب بعض الملوك الطائيين ينشد شعرا يمدحه به، فسمعه قد تجاوز النهاية في المدح وغلا غلوّا عظيما، فقال عمران:

أيّهـا السائل العبادَ ليُعطـى    إنّ لله ما بأيـدي العبـاد

فاسأل الله ما رَجَوْتَ لَدَيهم    وارْجُ فضلَ المهيمن العَـوَّاد

لا تقل في الجواد ما ليس فيه    وتسمّي البخيل باسم الجواد

وذكر غير واحد من أهل التواريخ أنّه لمّا أوتي الحجّاج بعمران بن حطّان أسيرا قال: يا حربي أضرب عنق ابن الزانية، فقال له عمران: «بِئْسَ ما أدَّبَكَ به أهلك يا حجّاج، أبَعد الموت منزلة أصانعك عليها؟ ما كان يؤمنك أن ألقاك بمثلها؟!»، فاستحى الحجّاج، فأطلقه.

وذكر أنّ أصحابه اجتمعوا إليه فقالوا: إنّما أطلقك الله لِما رأى في رجوعك إلينا، هَلُمَّ إلى محاربة الحجّاج، فقال: «هيهات غَلَّ يدًا مُطْلِقُها، واسْتَرَقَّ رقبةً مُعتقُها، واللهِ لا أحاربُه أبدا»، فجعل ينتقل في الأحياء مختفيا كما تقدّم.».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.