موقع الشيخ طلاي

Menu

تفسير سورة الرحمان – بذور الرشد

الجلسة الثلاثون: 12 ديسمبر 2018م الموافق لـ: 5  ربيع (2) 1440هـ

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

في إطار قوله تعالى في سورة الرحمن )وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَأَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالاَعْلاَمِ(، تكون إطلالتنا من نفس الكتيّب الهامّ الذي كانت منه “الإطلالة التاسعة والعشرون”.

يقول الدكتور محمّد باباعمّي عن )الْجَوَارِي الْمُنشَأَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالاَعْلاَمِ(: اليوم نشاهد السفن العملاقة، مثل مدينة أو جبل يتحرّك فوق الماء من نعمة الله تعالى على عباده، ومن جميل رحمته ورحمانيته.

وفيما يتعلّق بجانب “التشغيل والتفعيل” المستمدّ من الآية الكريمة بحسب المؤلّف، يقول في صحيفة 83:

لم يعرف الرسول r في عهده سفنا بحجم الجبال الرواسي، بل كانت السفن في عصره صغير، قد تشبَّه بالأكمة والتلّة؛ ولكن التشبيه بالجبال المنشآت الشواهق، من إعجاز الله تعالى، وهو دليل على أنّ القرآن الكريم من عند الله الذي خلق البحر، والسفينة والإنسان، والقرآن والعلم…، وهو عليم بها في كلّ زمان ومكان.

أكبر باخرة في العالم تسمّى (Harmony of the seas) (تناغم البحار)، طولها أكثر من ثلاثمائة متر، وهي أطول من خمس طائرات بوينغ، مدعومة بثلاثة محرّكات، كلّ منها بسعة 25 ألف حصان؛ تتكوّن السفينة من 18 طابقا، وتتوزّع على سبعة أحياء، مثل أحياء المدن؛ ويمكنها حمل حوالي سبعة آلاف راكب؛ وطاقم السفينة يتكوّن من أكثر من ألفيْ عامل.

يعود نصف عدد السفن حول العالم عبر عقودٍ طويلة إلى دولة اليابان؛ بخاصّة السفن الضخمة، مثل ناقلات النفط، وحاملات الطائرات؛ أمّا في السنوات الأخيرة فالصين وكوريا الجنوبية هما المنافسان لليابان في هذا المجال، وقد تقدّما عليها.

ويُذكر أنّه في عام 2010 «شكّلت اليابان ما يقارب خُمس السفن المصنوعة في العالَم بحسب حمولتها بالطنّ، أي 20%، مقارنة بنسبة 38% للصين، 34% لكوريا الجنوبية؛ بينما لا يتعدّى نصيب أوروبا سوى 7% فقط».

وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:

  • يبدو أنّ المؤلّف مصيب عندما جعل من تشبيه الله تعالى للسفن بالأعلام صورة من الإخبار بالغيب.
  • هل للجنّ قدرات فكريّة وصناعية كما للإنسان، ليصل إلى هذا المستوى من إنشاء مثل هذه السفن، فيُخاطب كما خوطب الإنسان في هذه الآية وغيرها من آيات هذه السورة؟
  • ما مكانة الأسطول الجزائري في الجواري المنشآت العالمية؟
  • منذ متى عرف العرب والمسلمون ركوب البحار؟ وهل حقًّا للعمانيين تاريخ حافل مع البحار؟
  • لقد خطا الإنسان في مجال النقل خطوات عملاقة، لكن ما حظّ عالَمنا من هذا كلّه؟

هل كان سفر المزابيين قديما لأداء مناسك الحجّ عبر اليابسة فقط؟ أمّ أنّهم استخدموا السفن أيضا؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.