موقع الشيخ طلاي

Menu

حديث رفع القرآن والعدل والبركة والحياء – الشيخ إبراهيم محمد طلاي

ورد على سؤال من إحدى طالبات الجابرية هذه نصه

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير الأنام محمّد عليه أفضل الصلاة  وأزكى السلام

شيخنا الفاضل، سمعتُ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «سيُرفع العدل والحياء والبركة والقرآن».

هل هذا صحيح؟ وما إسناده إن كان حديث مرويّ عنه؟ وهل هو حديث حسن أم ضعيف؟ وما نصّه؟ وما يُقصد منه؟

ولكم الشكر مسبّقا، وأعانكم الله وزادكم علما إلى علم، ونوّر دربكم ودربنا بالعمل الصحيح، والسلام عليكم.

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله

بعد التحيّة وردّ السلام، بَعَثْتِّ رسالة مضمونها السؤال عمّا سمعتِ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيُرفع العدل والحياء والبركة والقرآن».

تسألـين هل هذا حديث ؟ ما إسناده ؟ وهل هو ضعيف أو حسن ؟ وما نصّه ؟

الجواب.

يقال عن أمور وأخلاق نبيلة أشاعها الإسلام في المجتمع المسلم ودعا إليها الرسول u القائل: «إنّما بُعثت لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق»، وقد قال الله له: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ».

ويُشاع أنّ هذه الأخلاق النبيلة ستُرفع في آخر الزمان عند فساد الناس وتغيّر القلوب والإعراض عن الآخرة.

والمراد برفعها -والله أعلم- زوال الأسباب الداعية إلى تلك الأخلاق النبيلة والموجبة لها، لأنّ الله تعالى ربط الأسباب بالمسبّبات؛ فالحياء مثلا لا يحصل ممّن هو مجرّد من أسباب ومسبّبات الحياء، كالوقاحة والجرأة، واحتقار الغير وعدم الخوف أن يراه الناس مسيئا، فإذا انتشرت هذه المسبّبات فطبيعيا يفرّ الحياء أو ينكمش من ذلك المجتمع.

وهكذا قل في بقيّة الأخلاق، من العدل والبركة والعلم. والقرآن يُرْفَعُ، يعني لا يَعتني به الناس، لا حِفظا ولا فهما ولا تدبُّرًا، فيُهْجَرُ وكأنّه رُفع.

ومن المتصوّفة من يقول إنّها تُرفع، أي تؤخذ فِعْلاً من بين أيدي الناس، والله أعلم بالحقيقة.

وفيما يلي أنقل لك ما ظَفِرْتُ به من مثل هذا الحديث أو الأثر في كتاب “جامع الشمل في حديث خير الرسل”، للشيخ امحمّد بن يوسف اطفيش رحمه الله، ج2، رقم 350:

«إنّ من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشرب الخمر» الخ، وقال: رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أَنَس، وقال عنه: حديث حسن صحيح.

وقال في نفس الكتاب، رقم 369:

«إنّ بين يدي الساعة لأياما، ينزل فيها الجهل (أي الجهل بأحكام الشريعة) ويُرفع فيها العلمُ، ويكثر الهَرَجُ» أي القتل.

وفي جامع الترمذي، ج6، رقم 2270:

«لا تقوم الساعة حتّى يُرفع القرآن والركن، أي الحجر الأسود»، وقال: رواه الشجْري عن ابن عمر، وضعّفه.

أمّا كونها صحيحة أو ضعيفة فلا يَهُمّ كثيرا، لأنّ هذه الأحاديث من باب التذكير والوعظ، لا يتعلّق بها حكم من أحكام الشريعة.

والقصد منها تنبيه الناس وعدم الانسياق مع الفساد والمفسدين، والتنبيه إلى قلّة الصالحين والثقاة، وقد قيل: لا تقوم الساعة إلى على دين أبي جهل، والله أعلم.

الشيخ إبراهيم طلاّي

Categories:   المقالات و دروس الوعظ

Comments

Sorry, comments are closed for this item.