موقع الشيخ طلاي

Menu

بركة المتوكل – البحتري

جلسة يوم  20/04/2011م الموافق ليوم 16 جمادى الأولى 1432هـ

 

أيّها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا الليلة ستكون من فنّ الأدب الوصفي، في وصف بِركة المتوكّل ببغداد، وذلك استجابة لأخينا الشاعر الأديب الأستاذ سليمان دوّاق حفظه الله، وقد لمّح إليّ عندما قدّمنا في الأسبوع ما قبل الأسبوع المنصرم نَصًّا أدبيا لمحمود تيمور في وصف بحيرة لمان بجنيف باسويسرا،

فقال لي: لو تفضّلتَ فقدّمتَ لنا نصّ البحتري في وصف بِركة المتوكّل.

مَن يكون المتوكّل هذا ؟ هو عاشر ملوك الدولة العبّاسية، وقد حكم ما بين: 232-247هـ.

أمّا البِركة فهي على شاطئ دَجلة، ودجلة نهر ينبع في تركيا شرق جبال طروس؛ النهر يشقّ ديار بكر والموصل وبغداد، ويمتزج بمياه نهر الفرات في شطّ العرب الخليج الفارسي.

قبل تقديم النصّ لأذهانكم الكريمة أقدّم كلمة توضيحية عمّا قاله البحتري في وصفه للبِركة.

إنّها عندما تنصبّ فيها المياه من نهر دجلةَ كأنّها خيول في حلبة السباق عندما يطلقها المتسابقون.

وإذا نظرتَ إليها ليلاً تظنّ أنّ السماء بنجومها رُكِّبت فيها، أي كأنّها قطعة من السماء.

وإذا ضربها الريح وهي هادئة تبدو كأنّها قطعة من الزرد الذي تُصنَع به الجواشن، جمع جَوْشَن.

وكم هي رائعة عندما تزيّنها الحوارى الجارية على ضفافها؛

ولا ينسى أن يدعو لها الله بالحفظ كما كلئ الإسلام وحفظه بجهود ممدوحه المتوكّل.

 

وصف بِركة المتوكّل

 

 

 

يا مَن رَأَى البِرْكَةََ الحسناءَ رؤيتُها والآنسـاتِ، إذا لاحـتْ مغـانــيهـا
بِحَسْبِها أنّها، في فََضْل رُتْبتهَا تُعَــدُّ واحــدةً، والبحْــرُ ثـانـيـهــا
ما بالُ دَجْلَةََ كالغيْرى، تُنافِسُها في الحُسن، طوْرًا. وأطوارًا، تُباهيها
أمَا رأَتْ كالِئَ الإسلام، يَكْلأ ُها من أَنْ تُعاب، وباني المَجْدِ يبـنيها ؟
كأنّ جـــنّ سليمانَ الذينَ وَلـَـوْا إبداعَـهـا، فأدَقـُّـوا في معانـيـهـــا
فلو تَمُرّ بها بِلْقيسُ عن عَرَض ٍ قالت: هيَ الصَّرْحُ تمثيلاً وتشبيها
تـَـنْصَبُّ فـيها وُفودُ الماءِ، مُعجّـلَـةً ً كالخَيل، جارية ً من حبل مُجْريها
كأنّما الفِضّة ُ البيضاءُ، سائـلـةً ً بين السَّبائِك، تَجْري في مَجَاريها
إذا علـَـتـْها الصَّبا أبْدَتْ لها حُبُكــًا مثلَ الجَواشِنِ، مَصْـقولاً حواشيها
فحاجبُ الشمس، أحيانا، يُضاحِكـُها ورَيِّـقُ الغـيْـثِ، أحيانا، يُبـاكيها
إذا النجومُ تراءَتْ في جوانبِهـا ليْلا ً، حسِبْتَ سماءً رُكّـِبتْ فـيهــا

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.