موقع الشيخ طلاي

Menu

محنة نفوسة – الدكتور محمد بباعمي

جلسة يوم  02/03/2011م الموافق ليوم 27 ربيع الأوّل 1432هـ

إخواني السادة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أشكّ أنّكم تنتظرون منّي، ونحن نعيش أحداثا عظيمة وقعت فجأة في العالم العربي، كلمة في الموضوع.

ولا أعني الكلمة تعليقًا سياسيا، فهذا ممّا لا يحسن بنا أن نخرج إليه، وإطلالتنا قصرناها على الثقافة دون الخوض في السياسة.

والحقّ، إخواني، إنّ الحديث عن ليبيا الشهيدة الصامدة لِنكبات الدهر ممّا تَسْتَوْجبه الأخوّة الإسلامية وعلاقة الجوار ووشائج القرابة والنَّسَب المعنوي والحسّي معًا.

ولأهل نفوسة فضل كبير علينا، ولمشايخها اليد العليا في خدمة المذهب الأباضي، مذهب أهل الحقّ والاستقامة.

ولا ننكر ما سجّله التاريخ لأهل نفوسة من مواقف وتضحيات لإقامة دين الله ونصرة الحقّ على الباطل قديمًا، وسيسجّل لهم التاريخ ذلك أيضًا حديثا بحول الله.

إطلالتنا ستكون من كتاب للدكتور الغيور على الإسلام والمسلمين محمّد موسى باباعمّي.

الكتاب بعنوان: محنة نفوسة، رجال من جبل نفوسة حوّلوا المحنة منحة، صدر أخيرا في سنة 2008م.

تحدّث في هذا الكتاب عن مواقف لرجال من الجبل حوّلوا المحنة منحة، إذ منحهم الله تعالى فضل الشهادة وجعلهم من الرعيل الذي قال في حقّهم رسول الله r: «أفضل الجهاد كلمة الحقّ تُقال عند سلطان جائر»، كالدكتور الملتزم عمرو خليفة النامي، والشيخ عليّ يحي معمّر وأبنائه الأبرار.

يقول الدكتور باباعمّي في الإهداء :

« إلى آل عليّ يحي معمّر، وعائلة عمرو النامي،

وإلى الصابرين في نصرة الحقّ ونشر السِّلم،

وإلى المجتهدين في التمكين لدين الله في أرض الله،

من جبل نفوسة وليبيا والجزائر والعالَم الإسلامي كلّه؛

أهدي هذا الجهد العلميّ.».

والحقّ إنّ الكتاب هامّ جدًّا من عدّة جوانب، وترجم أو تعرّض باختصار لمِحنة ستّة علماء ومشايخ طالتهم وطالت عائلاتِهم يَدُ الطغيان والجبروت.

يقول في مقدّمة الكتاب، ص12:

«وبفضل الله ومِنّته أن وُجد في الأمم رجال مثقّفون، وعلماء خرِّيتون، وزعماء ربّانيون، يقفون في الجهة الصلبة ويرفعون جبين أقوامهم عاليًا؛ يعيشون لكي يحيى الفقير والمرحوم والمسكين، ويَعلمون كيف يقولون: «لا»، ويعُون لمن يقولون: «لا».

إنّ هؤلاء الرجال لا يُمَيِّزون بين إنسان وإنسان، ولا يفضِّلون فلانًا على علاَّن، إلاّ بما يُميِّزهم من أعمال وأقوال، وما يحلّيهم من وفاء وإخلاص وإيمان…فالعظيم في أعيُنهم عظيم، لأنّه صادق، ومخلص، ووفيٌّ، وعالم، وعامل، وصابر، ومسالم..والحقير عندهم حقير، لأنّه ظالم، وجبّار، ومتكبّر، وجبان، وخائن…فلا مكان في ميزانهم للمناصب والنياشين، إلاّ بمقدار ما تقدِّم من عطاء لداعي الخير، وما تضرب به من صرامة وشدّة على يد داعي الشرّ…».

ويردف الدكتور بعد كلام قائلا:

«بمثل هؤلاء الرجال تحتفي الأوطانُ الغالية، ولأمثالهم تُرفع الأقلام الراشدة، وتُستحثُّ الهِممُ العالية، وتُخطُّ الكلمات الخالدة..

وقائمة الأبطال الذين امتُحنوا فصبروا، وحوّلوا محنتهم المادّية القصيرة -مهما طالت- إلى مِنحة إيمانية خالدةٍ، لا تزال مفتوحةً…وإنّ الذي أوردْناه في هذا السفر لا يعدو أن يكون مدخلاً، ومحاولة، وعنوانًا، وتنبيهًا، وتحريكًا للهِمم..علَّ الله تعالى ييسّر السبُل لتأليف «موسوعة شاملة” للأبطال الجدد في نفوسة الشامخة، وفي ليبيا العريقة، وفي البلاد الإسلامية المجاهدة.. .».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.