موقع الشيخ طلاي

Menu

الحمار الحكيم – رضا حوحو

Sticky

                                   الجلسة الرابعة عشر: 4 أفريل 2018م الموافق لـ: 17  رجب 1439هـ

أيّها الحضور، الأساتذة الأعزّاء، محبّي الثقافة والأدب، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسيّة المباركة ستكون قصّة خياليّة من الأدب الملتزم، للأديب الملتزم رضا حُوحُّو.

وقبل الحديث عن هذه القصّة من الواجب أنْ أعرّفكم بهذا الأديب الوطني، والشهيد من شهداء الجزائر، والوطني الغيور على اللغة العربيّة.

يقول صاحب كتاب “معجم الأدباء والعلماء المعاصرين، من 1798 إلى 2009″، الأستاذ محمّد بوزواوي، من الدار الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1427هـ/ 2009م، صحيفة: 183:

أحمد رضا حُوحُّو (1911 – 1956): ولد رضا حوحو ببلدة سيدي عُقبة من ولاية بسكرة (الجزائر)، وفيها حفظ القرآن الكريم، وتلقّى مبادئ العلوم العربيّة والفرنسيّة. ولمّا بلغ 15 من عمره توجّه إلى “سكيكدة” ليُتابع دراسته في “الكوليج”. وبعد أربع سنوات من دراسته فيها عاد إلى بلدته ليعمل موظّفا في البريد.

وفي عام 1934 هاجر مع أسرته إلى المدينة المنوّرة، فنهل من نبعها العربي الأصيل، ونال الشهادة العليا 1938 من مدرسة العلوم الشرعيّة، واشتغل بعد تخرّجه أستاذا فيها. وفي أثناء إقامته بالحجاز شارك في تحرير مجلّة “المنهل” المكيّة، ونشر فيها بعضا من قصصه ومقالاته وترجماته من الأدب الفرنسي…

وفي 1946 قرّر العودة إلى الجزائر، وفي طريق عوده مرّ بمصر وقضى فيها شهرا، وإثر رجوعه إلى الوطن، استقرّ بمدينة “قسنطينة” وانضمّ إلى “جمعيّة ا لعلماء المسلمين الجزائريّين”، وعمل مديرا لمدرسة “التربيّة والتعليم”. وعندما فتح “معهد ابن باديس” أبوابه 1947 عُيّن أمينا عامّا لإدارته…

وقد أتيح له أن يقوم برحلات متعدّدة، زار خلالها روسيا وفرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا، وكان لهذه الرحلات أثر في أدبه وفكره. وظلّ يمارس نشاطه الأدبي والفنّي والإصلاحي من أجل نهضة بلاده حتّى استشهد عام 1956م.

من مؤلّفاته: غادة أمّ القرى، مع حمار الحكيم، نماذج بشريّة،…

أذكر لكم القصّة مع شيء من التصرّف.

شاهد الأديب الحكيم مجموعة من السيّاح في الجسور المعلّقة بقسنطينة ومعهم حمار، فرأى فيه سمات الأحمرة المصريّة: قويّ البنية أبيض اللون بين أذنيه الصغيرتين نسبيّا مخايل الذكاء.

فقال له: أنت حمار الكاتب المصري الأستاذ توفيق الحكيم؟

قال له بكلّ اعتزاز: نعم، وكثيرا ما أُفرِّجُ عنه بعضَ هموم البشريّة عندما يتحدّث إليَّ، ولا يجد مَنْ يحدّثه أو يُخفّف عنه.

أجابه رضا حوحو: هذا شيء جميل؛ فَلِمَ جئتَ إلى هنا “الجزائر”؟

قال له: جئتُ لعلّي أجد عندكم زوجة؛ فقد سئمتُ من العزوبة، وصاحبي توفيق الحكيم لا يراني إلاّ حمارا فقط.

فقال له رضا حوحو: يا هذا خاب ظنّك، فليس لدينا نساء.

فقال له الحمار متغضّبا ناصبا أذنيه: أليس لكم أولاد؛ فمن أين يأتي بالأولاد غيرُ النساء.

فقال له الأديب رضا حوحو: عَفْوًا لدينا نساء ولكنّهنّ بمثابة آلة تلد فقط: ثلاّجة أو روبو أم ما شئت.

فقال له الحمار: لا تبالغ يا سيّدي؛ فلا بدّ من الزواج.

فقال له الأديب الحكيم: أنصحك أن تعود إلى صاحبك، فإنّه أنفع لك، وأنتَ حمار، والحمار لا يليق به الزواج.

فقال الحمار ممسكًا غضبه: هذا زعمكم يا بني آدم، فلا ترى منكم مخلوقاتُ الله غير الاستكبار والاحتقار لبقيّة المخلوقات.

فقال الأديب الحكيم: عد إلى مصر، ولا تتعرّض لما لا يَعْنيك؛ فمن تعرّض لما لا يعنيه لَقِيَ ما لا يرضيه.

فنهق الحمار هاربا ضمن السيّاح.

وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:

  • كنت أتمنّى أن ينصحه بأن يأخذ من بنات بلده؛ فكما يُقال: “الغرائب” أنجب و”بنات العمّ” أصبر.
  • تخصّص الأديب رضا حوحُّو في الشريعة، ولكن لم يمنعه أن ينبغ في الأدب.
  • يُلاحظ تشابه بعض عناوين مؤلّفاته بمؤلّفات أخرى لغيره، كـ “الحمار الحكيم”، و”غادة أمّ القرى”.

صحيح أنّ المرأة بالجزائر في تلك العهود لم تكن حاملة لشهادات عليا، لكن تمتّعت بقدر كبير من الحسّ الديني والوعي الوطني؛ ودور المرأة في الأحداث الجسام التي مرّ بها البلد مع الاحتلال دالّة على ذلك.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.