موقع الشيخ طلاي

Menu

الداعية عبد الرشيد إبراهيم

Sticky

                                   الجلسة الثالثة عشر: 28 مارس 2018م الموافق لـ: 10  رجب 1439هـ

إخواني، أبنائي، السادة المحترمون، عشّاق الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حديثنا في هذه الجلسة المباركة سيكون عن رجل عظيم من الدعاة إلى الله تعالى. والذي دفعني إلى الحديث عن هذا الرجل الفَذِّ بين الدعاة إلى الله بصدق وعزيمة فلاذية أمران اثنان:

الأوّل: فيه إشارةٌ وتثبيتٌ لإخواني في حلقة العزّابة فلا يملّوا ولا يضجروا ولا ييأسوا فيما يقومون به من مهام العزّابة، وكُلُّ مهامّ العزّابة دعوةٌ إلى الله تعالى، ونشر تعاليمه، تنفيذا لقوله تعالى في سورة آل عمران: )وَلْتَكُن مِّنكُمُ, أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلىَ الْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( (الآية: 104).

والأمر الثاني: ثقافيٌّ ومعرفة هذا الرجل الكبير، الذي تُعتبر رِحلتُه من أهمّ الرحلات التي نعرفها ونتحدّث عنها، كرحلة ابن بطّوطة المغربي، ورحلة ابن جُبير الأندلسي.

وقبل الحديث أو التعرُّف بهذا الرجل، أُقدِّم بالغ الشكر والتقدير للأستاذ الذي يلازمني ويتحفني من حين لآخر بما يُثري جلستنا هذه، أو يقوِّمُها لِما له من اطّلاع ومتابعة لِما يُنشر في العنكبوتية ووسائل الإعلام العصريّة، الأستاذ المنير بن عبد الحميد بن سعْدونْ حفظه الله.

وإلى حضرتكم بعض ما ورد فيها عن هذا الداعية الكبير:

عبد الرشيد إبراهيم داعية قرمي قازاني تتري عاش في روسيا التي استولت قديماً على بلادهم وولد سنة 1273هـ/ 1846م ببلدة تارا في سيبريا. وطلب العلم على مشايخ بلاده، ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة ذهب إلى الحرمين ليمكث في الأراضي الحجازية عشرين سنة، وليعلن برحلته تلك ابتداء سلسلة من الرحلات الطويلة على مدار تسعين سنة تقريباً.

كتب سيرته في جزأين نشرا في تركيا قديماً بعنوان “عالم إسلام”. وصدق الأستاذ الكبير “عبد الوهاب عزام” حين قارن بين رحلته تلك المليئة بالفوائد ورحلة “ابن بطوطة” المليئة بالخرافات والمجد الشخصي، والحكايات التي ليس في أكثرها عبرة وعظة مناسِبة لأبناء الزمان، ثم تحسر على اختفاء رحلة “عبد الرشيد إبراهيم” من المكتبات وامتلائها برحلة ابن بطوطة؛ هذا معنى كلامه الذي نقله الأستاذ الأديب “محمد رجب البيومي“. وسخر الله اليوم لرحلته هذه الأستاذ الكبير “صالح السامرائي” العراقي ثم الياباني، فاعتنى بها وهي في طريقها للخروج إلى القراء بحلّة عربية.

التعلم والدعوة

مكث عبد الرشيد إبراهيم في الحجاز عشرين سنة ينهل من العلوم، ثم عاد إلى روسيا ليدعو إلى الله. وترامت أخباره إلى أسماع المسلمين، فتوافدوا إليه واجتمعوا عليه؛ فضيقت عليه السلطات الروسية القيصرية آنذاك فهرب إلى تركيا. ولما هزمت اليابان القياصرة الروس وخَفَتَ حِدة ظلمهم وانكسرت شوكتهم عاد إلى بلاده، ونشر رسائل تدعو إلى الله وتلقّفها الناس وقبلوها.

لكن الأحداث المتتالية في روسيا أوحت إليه بالارتحال، فشد رحاله عازماً الذهاب في رحلة طويلة إلى اليابان ماراً بـ: منشوريا ومنغوليا والصين وكوريا، ثم اليابان ثم الملايو، ولم يكن آنذاك قد حصل التقسيم السياسي لها إلى عدّة دول: ماليزيا وإندونيسيا وبْرونايْ وسنغافورة ثم الهند، ثم مرّ بجزيرة العرب وحج وارتحل من هناك إلى بلاد الشام بالقطار العثماني الذي كان قد افتتح في هذا الوقت، ثم سار إلى بيروت، وارتحل منها إلى إسطنبول، وكان ذلك سنة 1324هـ/ 1907م.

وكانت وفاته سنة 1364هـ/ 1944م، عن عمر يناهز قرنا من الزمن.

وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:

  • في فقه الأولويات؛ أيحسن الدعوة خارج الأوطان؟ أم البقاء والدعوة والصبر في وطن المرء؟
  • هل له لهذا الرحّالة مريدون وتلاميذ في البلدان التي زارها لنشر الإسلام؟
  • بأيّ لغة نُشر أصل الرحلة؟ وهل له مؤلّفات غير الرحلة؟
  • لتجّار الإباضية قديما دور رائد في مجال الدعوة إلى الله على بصيرة؛ ولا أدلّ على ذلك من إسلام بلاد غانة على يد عليّ بن يخلف التميجاري النفوسي رحمه الله في حوالي القرن 6هـ/ 12م.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.