موقع الشيخ طلاي

Menu

لا عدوى ولا هامة ولا صفر

 الجلسة الثامنة والعشرون : 23 نوفمبر 2016م الموافق ليوم: 23 صفر 1438هـ

أيّها السادة، أيّها الأحبّة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنّنا في يوم يُقال فيه إنّه مشؤوم، يَنْصبُّ فيه الشرّ على الناس بشيء عظيم؛ ولذا رتّبوا فيه صلاة في صبيحة ذلك اليوم.

وهذا كلّه تشاؤم وتَقَوُّلٌ، ما أنزل الله به من سلطان. والذي حملهم على هذا -على ما يبدو- ما رُوي عن رسول الله r، أنّه قال: «لا عَدْوى ولا هامَّة ولا صَفَر».

hqdefaultأمّا العدوى؛ فقد جعل لها الصحابة في طاعون “عَمْواس” على عهد أمير المؤمنين عمر t حلاًّ: من كان في تلك المنطقة فلا يَفِرُّ منها، رِضًى بقضاء الله وقدَره. ومَنْ كان خارجا عنها، فلا يدخل إليها.

أمّا الهامَّةُ، فهي خرافة جاهليّة، قضت عليها تعاليم الإسلام.

أمّا صفر، فليس المقصود منه شهر صفر كما وَهَمَ العامّة من الناس. وهذه الكلمة تُطلق لغويا على عِدّة أشياء، وأقربها إلى الصحّة أنّهم في الجاهليّة يغيِّرون شهر محرّم إلى صفر إذا أرادوا إقامة حرب في شهر محرّم؛ فنهاهم الرسول u عن هذه العادة الجاهليّة.

أمّا الذين يَدْعون إلى الصلاة، ويلجؤون إلى الله طالبين منه تعالى أن يكفّ عنهم الشرّ، فذلك حسنٌ ومرغوب فيه، لا في الأربعاء الأخيرة من الشهر، ولا في صفر فقط، بل في كلّ وقت ومرغوب فيه.

وأنهي جلستنا المباركة بهذا الدعاء المأثور:

اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد، يا شديد القوى، يا شديد الـمِحال؛ ذَلَّتْ لعزّتك جميعُ مخلوقاتك، اكْفِ عنَّا شرَّ جميع مخلوقاتك؛ يا محسن، يا مُنْعِمُ، يا مُتَفَضِّلُ، يا مَنْ لا إله إلاّ أنت، برحمتك نستغيث، ومن عذابك نستجير؛ آمين.


وفيما يلي بعض الآراء التي أُثريت بها الجلسة:

  • كثير من هذه الخرافات منتشرة في أصقاع العالم، وليست محلّية الطابع.
  • من معاني “صفر” الوارد في الحديث، دويبة يزعمون أنّها تنشأ في البطن من شدّة الجوع فتأكل صاحبها.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.