موقع الشيخ طلاي

Menu

الأعراس في يسجن قديما

 الجلسة الثامنة والعشرون : 16 نوفمبر 2016م الموافق ليوم: 16 صفر 1438هـ

أبنائي، إخواني، أحبّاء الثقافة والحوار البنّاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طبتم وطاب مسعاكم.

إخواني، رأيتُ من الحكمة، ومن الواجب، بل من الوفاء لشيخنا ومربّينا ومربّي الأجيال ألاّ نتحدّث عن عمله العظيم في تغيير الاحتفال بالأعراس في “حجبة العوامّ” كما يسمّونها في الناحية الغربية من المدينة، لِما يقع فيها من المناكر والتصرّفات السيّئة، خاصّة في الصباح عندما ينصرف الجمهور.

وقد شاهدتُ بعينيْ رأسي في سنة 1939هـ عند الاحتفال بأخويّ عيسى وحاجّي شيئا تأباه المروءة والأخلاق الكريمة.

والشيخ ببانو -رحمه الله- ممّن لا يكتفي بالاستنكار والتنديد فقط، إنّما يَقْرِنُ ذلك بالعمل على ما يجد من الوسائل؛ فاتّخذ من أبناء الداخليّة التي أنشأها، حسبما أشرنا إلى ذلك في الجلسة الخامسة والعشرين، وخاصّة بعض أبناء القرارة وأبناء مليكة، ومن أهل يزقن.

ومحدّثكم قد ناضل كثيرا، ووقف بجانبه في هذا المشروع، مشروع الاحتفال بحجبة المسجد، وتغيير جوّها بنشاط ثقافي بريء لا يتعدّى إلى ما هو مكروه وربّما حرام.624

ووجدتُ شيئا من ذلك في كتيّب أصدرته المؤسّسة الجابريّة للبنات، أيّد الله من يسهر على إدارتها، وكما أدعو بكلّ إخلاص وتأييد لجمعيّة التثقيف الشعبي، ولكلّ الرجال والشباب العاملين على إحياء الأعراس.

والحقّ أنّ جمعيّة التثقيف الشعبي من آثار وأعمال الشيخ ببانو، أرجو من الله أن يكون ممّن قال فيهم تعالى: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ(11) اِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىا وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ).

الكتاب من إعداد وتأليف نصيرة بنت عمر بَسَّخْواضْ؛ تقول في ص63:

شهدت أعراس فترة الخمسينات والستّينات وضعية مزرية، تمثّلت في الاحتفال بالغناء، والرقص وبعض الانحرافات الأخرى التي تخالف تعاليم الدين الحنيف؛ ففكّر الشيخ ببانو في وسيلة تغيير لهذا المنكر. وأوّل ما بدأ به أنّه كان يشجّع طلبة المدرسة الجابريّة على إحياء حفلات الأعراس بدار الحجبة على الطريقة الإسلاميّة، وذلك باستبدال الغناء بالإنشاد والنشاط الهادف. ثمّ أنشأ سنة 1964 برفقة مجموعة من الشباب جمعيّة ثقافيّة، هدفها إصلاح واقع حفلات الأعراس، مطبّقة بذلك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، متّخذة من إلقاء القصائد والمدائح، وعرض الأنشطة المختلفة وسيلة لهذا التغيير، وسمّيت بجمعيّة المديح الشعبي.

فشرعت الجمعيّة في عملها تحت إشراف حلقة العزّابة، فكانت منبرا مباشرا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة، وفضاء مفتوحا لإبراز المواهب الأدبيّة شعرا وخطابة ومسرحا…

فتحوّلت الأعراس بذلك من حفلات غناء ورقص ووضاعة إلى حفلات أدب والتزام ورفعة.


وفيما يلي بعض الأسئلة التي طُرحت في الجلسة:

  • تحت أيّة هيئة كانت حجبة العوامّ تابعة ؟
  • يُقال إنّه كانت هناك محاولتان للتغيير؛ إحداهما في الأربعينات والثانية في الستّينات، هل هذا صحيح؟
  • بدأ نشاط الجمعيّة الجديد الهادف إلى التغيير بالحجبة الغربيّة في الستّينات من القرن الماضي.
  • لو حدّثتنا بإيجاز -بارك الله فيكم- عن مبنى الحجبة المقابل للمسجد، من حيث البناء والتوسيعات التي خضع له.

يُقال إنّ مفدي زكرياء هو الذي اقترح اسم “جمعيّة التثقيف الشعبي” للجمعيّة عوض جمعيّة المديح الشعبي.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.