الجلسة الثانية والعشرون: 06/06/2012م الموافق ليوم 16 رجب 1433هـ

أيّها الإخوة الأعزّاء، أيّها السادة الأساتذة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيكون حديثنا في هذه الليلة تَبَعًا لحديث الأسبوع الماضي “ممّا عَلِق بالذاكرة”، ذلك لأنّ الحديث عن فضاء بادَحْمانْ أرى أن أشير فيه إلى نقطتين من اللائق عدم السكوت عنهما ومجاوزتهما

أوّلا: البرج الذي في بادَحْمانْ مقابلاً للبرج الذي في جبل الشيخ بالحاج يُعتبر من الأبراج الدفاعية، كبرج انْتيسَهْ “برج الجماعةْ” وبرج عَبْشَهْ المعروف ببرج تِقَبْلِيِّينْ.

ثانيا: فضاء بادَحْمانْ قد تقلّص عمّا كان عليه سابقا، فقد رأى الأوائل رحمهم الله أن يحدثوا فيها ديارا تكون مدخولا للمسجد، فاتّفقوا مع أحد الأشخاص على أن يقوم ببناء اثني عشر دارا مناصفة، فأنجز ستّة مساكن للمسجد وستّة لحسابه.

وتعميما للفائدة، ونحن نتحدّث عن برج بادَحْمانْ أن نعرّج على ذكر بعض المعلومات المتعلّقة بهذا البرج بالخصوص.

يقول الباحث في الآثار يحي بوراس عن هذا البرج إنّه يتألّف من طابق سفلي وطابق أرضي ثمّ طابقين علوييْن وسطح، ويبلغ ارتفاعه الكلّي 10.60م، وهو البرج الوحيد في مجموع أبراج بني يزقن الذي يحتوي على طابق سفلي. ودلّت بعض القرائن المعمارية على أنّه في بداية أمره كان يمثّل نقطة أمامية ومركزا متقدّما خارج أسوار قصر بني يزقن للقيام بالمراقبة والدفاع قبل أن يتّسع القصر ويمتدّ إليه سوره الحالي وتلتصق به. ولا يُستبعَدُ أن يكون تاريخ إنشائه قريبًا من تاريخ بناء برج الشيخ بالحاج الجاثم في أعلى القصر المشهور ببرج بوليلة، والذي يُفترض أن يكون بناؤه في حوالي منتصف القرن 10هـ/ 16م.