موقع الشيخ طلاي

Menu

نظام العزابة -من خطب الجمعة-

ألقيت هذه الخطبة في المسجد الكبير ببني يزقن، بمناسبة انظاظ أعضاء جدد لحلقة العزابة بتاريخ 22 رجب 1432- 24 جوان 2011

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله العلي الكبير المجير من استجاره، الناصر من استنصره، نعم المولى ونعم النصير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل عز وعلا:

«من يرد الله أن يهديه يشرح  صدره للاسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنّما يصّعد في السماء».

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله هاديا وبشير، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. وعلى آله وصحابته الكرام الذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون.

أيها المؤمنون،

يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: «ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، «ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم» آيتي 104-105 من سورة آل عمران.

يرشد الله تعالى المجتمع المسلم إلى ما يوفر لهم أسباب الوحدة والتعاون على الرشد والخير والمحبة والإخاء. بتوجيهه عز وعلا إلى تصدي مجموعة منهم إلى هذا العمل النبيل. ولتكن منكم –أي جماعة- يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف….

ويحذرهم عز وعلا وهو العزيز الحكيم من أسباب الضياع والفرقة والتشتت وذلك بركون كلّ شخص إلى ذاته وما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء. بترك الحبل على الغارب والاكتفاء بخصوص النفس، فيحصل لا محالة الوضع الذي عليه من قبلنا من الأمم.

كما قال تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات الآيات.

أيها المؤمنون هذه الآية العظيم، والقرآن كله عظيم، استشرفها أوائلنا رحمهم الله خاصة سكان هذا الوادي المبارك فأنشئوا  بواسطة الشيخ الحكيم نظام العزابة الذي بواسطته وبإرادة من الله تعالى وتوفيقه، ما جعل أهل الوادي يحافظ جلهم على صفاء تعاليم الإسلام والانضباط بأوامره ونواهيه.

هذا النظام ما هو إلا تطبيق لما تأمر به الآية الكريم :  « ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير…» فالدعوة إلى الخير شاملة لكل ما هو صلاح وفضل وعزة وكرامة.

وعكسه السكوت والتخلي وترك الحبل على الغارب ينشأ عنه عكس الخير وهو الشر. ويكفيك عن الشر سماعه كما يقول المثل.

وقولوا نفس النتيجة عن الأمر بالمعروف والدعوة إليه والقيام بأسبابه.

فالأمر بالمعروف والقيام به ينتج عنه ضعف أهل الشر وانزواؤهم. وقولوا كذلك نفس النتيجة عن النهي عن المنكر ومحاربة أسبابه والقيام في وجه الدعاة إليه والمروجين له.

والآية أيها المؤمنون عظيمة فيما وجهنا إليه تعالى كما قلت. وعظيمة الأثر في القيام بما دعانا إليه وأرشدنا إليه عز وعلا.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات. وحب من تحب، وحب عمل تحبه ….

جلســــــــة

الحمد لله العلي الكبير المجير من استجاره، الناصر من استنصره، نعم المولى ونعم النصير

أيها المؤمنون

لقد سهّل الله لنا معشر العزابة ووفّق مجموعة من أبنائنا ورجالاتنا الأعزاء بالانضمام إلى هيئة العزابة والانضواء تحت رايتها. تطبيقا للآية الكريمة التي جعلتها منطلق حديثي إليكم.

فاحمدوا الله تعالى واشكروه واستبشروا خيرا واسألوه المزيد من المكرمات والهبات.

وأهنئكم وأهنئ هذه الجماعة المباركة وأسأل الله لنا ولكم ولمجتمعنا كلهم ذكورا وإناثا وجميع المسلمين في وطننا وفي غيره، أسأله لهم التوفيق والهداية لما يحبه ويرضاه

وقبل أن أغادر المنصة أذكر لكم كلمات كنت وجهتها لهذه الجماعة المباركة من إخواننا عندما اجتمعنا بهم قبل الخروج إليكم. رأيت من الحكمة ومن اللائق أن أشارك بقية إخواننا فيها فإليكموها:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

أحمد الله تعالى على ما أنعم علينا وحبانا من فضله،

أحمده تعالى وهو أهل لكلّ حمد وثناء أن جعل رابطة الإسلام ووثيقة الإيمان من أجلّ الروابط وأعلاها فضلا وأزكاها قيمة؛

وقد قال إنّما بطريقة الحصر: }إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{.

هذه الرابطة رابطة الأخوّة والمحبّة والولاء تزداد قيمة عند الله تعالى وفضلا إذا كانت بين أفراد نبلاء، جمعتهم رابطة فعل الخيرات والتسابق إلى المبرّات والمكرمات.

فباسم رئيس حلقة العزّابة المباركة في مدينة بني يزقن، رئيسها الفاضل الذي قضى فترة طويلة من الزمان بارك الله في أنفاسه، وهو المحورُ والمسيّر لهيئة العزّابة المباركة في مدينتنا.

كان فيها -جزاه الله خيرا- المسيّر الذي لا يجنح إلى الإفراط ولا للتفريط.

وكم من أخطاء -جزاه الله خيرا- يمكن أن تقع فيها الهيئة لولا تبصّره وحكمته.

قلتُ: باسم الرئيس عمّنا الشيخ محمّد بن بَنوح آل مفنون، وباسم بقيّة أعضاء العزّابة أرحّب وأحيّي وأصافح إخواننا الجدد الذين ينضمّون إلى حلقة العزّابة في هذه الساعة المباركة، ونحن بين الأذانين من صلاة الجمعة.

كوكبة من إخواننا استجابوا لدعوتنا، وأحسّوا بالمسؤولية نحو هذا النظام العريق، نظام العزّابة الذي حفظ الله به الإسلام والمسلمين في هذا الوادي المبارك؛ فكان فضلا وبركة وزكاة لأهل الوادي.

هؤلاء الإخوة أبت همّتهم العالية إلاّ أن يمدّوا أيديهم لإخوانهم ولمواطنيهم للعمل على تحقيق ما أمر الله به المسلمين في سورة آل عمران، مخاطبا لهم بقوله تعالى: }وَلْتَكُن مِّنكُمُ, أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلىَ الْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{.

جعلنا الله جميعا من المفلحين.

هذا وأغتنم الفرصة، وأنا أرحّب وأثني خيرا على هذه الكوكبة أن أذكّركم وأذكّر إخواني بضوابط أساسية مستوحاة من أقدميتي في هذا النظام، وممّا قرأتُ عنه وسمعته من الأوائل رحمهم الله.

الأصل في نظام الحلقة حسبما هو مسطَّر القيام بأمرين عظيمين لا غنى لأيّ مجتمع مسلم ملتزم عنهما:

1. العناية بالتعليم والتعلّم وخدمة العلم، خاصّة علم الشريعة والأخلاق.

2. تقديم يد المساعدة للمجتمع المسلم الإباضي بالخصوص للقيام بدين الله، تطبيقا للآية الكريمة: } وَلْتَكُن مِّنكُمُ, أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلىَ الْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{.

أ ) ضوابط وأخلاق لابدّ أن يتحلّى بها مَن هداه الله واصطفاه للدخول في هذا النظام.

1. تقوى الله وطهارة الذيل.

2. التحلّي بالروح الاجتماعية والتضحية لمنفعة الخلق.

3. الإيمان بمبادئ المذهب الإباضي واحترام مشايخه القدامى والجدد، وخاصّة في ميزاب؛ وإن اختلفوا -شأن خلق الله- يقدّم ما هو أيسر وأسهل بخلق الله.

4. عدم الدخول في الأحزاب السياسية والعمل لها.

5. نبذ التعصّب العشائري والجهوي.

6. التحلّي بروح التعاون، وتحمّل المسؤولية، والشعور بالأخوّة بين كافّة أعضاء الهيئة.

7. الاحـترام والتقدير لجهود بعضهم بعضا وإمكانياتهم خبرة ونشاطا.

يتفرّع عن هذه المبادئ السبعة تنظيمات داخلية لابدّ من مراعاتها لضمان حسن التسيير، جعلنا الله جميعا من المحسنين.

Categories:   المقالات و دروس الوعظ

Comments

Sorry, comments are closed for this item.