موقع الشيخ طلاي

Menu

مواقف وعبر

في تاريخ البشرية عامّة وتاريخ الأمم مواقف هامّة لها أثر كبير في حياة تلك الأمم.

ولا يشذّ التاريخ الإسلامي بل حتّى تاريخنا الخاصّ كمجموعة لها حياتها الاجتماعية عن ذلك.

في هذه الأمسية أحدّثكم عن موقف من تلك المواقف الحاسمة في حياة المسلمين، ذلك غداة موت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وانتقاله إلى الرفيق الأعلى. 

ولبيان بعض الشيء من ذلك أنقل لكم ثلاثة نصوص بل فقرات من كتاب السيرة النبوية لابن هشام المتوفّى سنة 218هـ، لنتصوّر الموقف وخطورة التصرّف العشوائي أو السلبي غير الحكيم.

النصّ الأوّل

لمّا خرج عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من عند رسول الله فقال له الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ العبّاس بيده فقال له: أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله، كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطّلب، فانطلقْ بنا إلى رسول الله نسأله؛ فإن كان الأمر فينا عرفناه، وإن كان في غيرنا أمرنا فأوصى بنا الناس.

قال: فقال له عليّ: إنّي واللهِ لا أفعل، والله لئن منعناه لا يوتيناه أحدٌ بعده. (ج4، ص311).

النصّ الثاني

قال ابن إسحاق:

لمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عظمت به مصيبة المسلمين، فكانت عائشة فيما بلغني تقول: لمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ارتدّت العرب واشرأبّت اليهودية والنصرانية، ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليل الشاتية، لفقد نبيئهم حتّى جمعهم الله على أبي بكر. (ج4، ص323).

النصّ الثالث

قال ابن إسحاق:

لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انحاز هذا الحيّ من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة.

واعتزل عليّ بن أبي طالب والزبير بن العوّام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة.

وانحاز بقيّة المهاجرين إلى أبي بكر وعمر، فأتى آت إلى أبي بكر وعمر، فقال: إنّ هذا الحيّ من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا إليه، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم، ورسول الله في بيته لم يُفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله.

فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار حتّى ننظر ما هم عليه…

إلى أن قال: فلقينا رجلان صالحان فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم، وقالا: أين تريدان يا معشر المهاجرين ؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، قال: فما عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين، اقضوا أمركم. قال عمر: فقلت والله لنأتينّهم.

فانطلقنا حتّى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.