موقع الشيخ طلاي

Menu

من التراث المحلي

الجلسة العشرون : 05/06/2013م الموافق ليوم 26 رجب 1434هـ

أيّها السادة المحترمين، أيّها الأحبّة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا وحديثنا في هذه الأمسية أمسية 26 رجب، نرجو من الله بركتها وفضلها، سيكون عن قصّة خياليّة من نوع الفلكلور.

إلاّ أنّها تشير إلى أخلاق وسلوكات حضارية، من اللائق التمعّن فيما تشير إليه الأسطورة، ولا يحسن بنا أن نأخذها على أنّها أسطورة خياليّة وكفى.

أيّها السادة فيما يحكى من قديم الزمان وسالف الدهر والأوان، أنّ رجلا جلس إزّاء زوجته وهي تشتغل بالنسْج، فأخرجتْ ساقها من تحت المنسج،

وقالت مشيرة لزوجها: ما أجمل ساقي لوْ وجد خلخالاً، شأن النساء يتحبَّبْنَ إلى أزواجهنّ بالتزيُّن، ومن شأن الزوج أن يهدي من حين لآخر ما يقطع به روتين الحياة الزوجية، سِوارًا أو خاتما أو ثوبا جميلا إلى غير ذلك، وقد قال عليه السلام: «تهادوا تحابّوا».

فعِوَضَ أن يسمع ذلك الزوجُ ويعتبرها إثارة وكفى، أجابها بما يزعجها:

اُنظري إلى ساقك الأعوج، أنا رأسي يحتاج إلى طاقية (شاشية).

غضبت الزوجة وسكتتْ، فتركتْ القِدر تغلي، وكأنّها لا يهمّها شيء.

فلمّا رأى ذلك منها قام ليطلّ على القِدر حتّى لا يحترق ما في داخلها.

ومن سوء حظّه وقع فيها، فهلعت الزوجة وقامت تحاول إنقاذ زوجها من حماقته،

ففكرّتْ في العجوز التي بجانبها،

أسْرَعَتْ إليها تطلب مغرفا (أَغَنْجَا) لتُخرج زوجها “بَاللَّعْزيزْ” من القِدر وقد سقط فيها.

فقالت لها العجوز: أنا أحتاج إلى شيء من الحليب أتبلّغ به، فائتني بشيء منه وأعطيك المغرف؛

فذهبتْ الزوجة إلى العنزة، فطلبت منها شيئا من الحليب لتعطيه للعجوز، وتعطي لها العجوز المغرف؛

فقالت لها العنزة: ائتني أوّلا بشيء من الحشيش حتّى أعطيك الحليب؛

فذهبتْ إلى الحوض، فتَرَجَّتْ منه أن يسمح لها بأخذ شيءٍ من الحشيش على جوانبه لتعطيه للعنزة؛

فقال لها: حتّى تعطيني شيئا من الماء؛

فذهبتْ إلى بَكَرَة البئر (تاجَرَّارْتْ)، فَرَجَتْ منها شيئا من الماء، فقالتْ لها: لا بدّ أن تعطيني شيئا من الشحم لتسهُلَ حَرَكتي، فأعطيك ما تطلبين.

ففكرّت في حيلة؛ تذهب إلى المجزرة فتلتقط شيئا من فتات الشحم.

وفعلاً؛ أَتَتْ لِلْبَكَرَة بشيء من الشحم فأعطتْ لها الماء.

وأخذتْ الماء إلى الحوض، فأذِن لها بأخذ شيء من الحشيش،

وقدّمته إلى السيّدة العنزة، فسمحت لها بأخذ الحليب منها،

وقدّمته للعجوز لتعطي لها المغرف لإخراج “بَاللَّعْزيزْ” من القِدر.

انتهت الأسطورة، وهي تشير إلى التعاون بين أفراد المجتمع؛ والإنسان اجتماعيّ بطبعه كما يقول ابن خلدون.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.