موقع الشيخ طلاي

Menu

مكتبة الشيخ بلحاج

جلسة يوم  02/12/2009م الموافق ليوم 15 ذي الحجّة 1430هـ

إخواني السادة الأساتذة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

في هذه الأمسية المباركة اخترتُ لكم إطلالة على حدث هامّ قام به ثلّة من الشباب والأساتذة المحبّين للثقافة المهتمّين بالتراث، خاصّة تراث المشايخ الأجلاّء الذين تعاقبوا على خدمة العلم ونشر الثقافة في هذه الربوع، وخاصّة في مدينتنا المباركة.

هذا الحدث هو تدشين دار حديثة بُنيت لإيواء أربع مكاتب بل خمسٍ لبعض مشايخ المدينة.

إنّه إنجاز هامّ جدّا من عدّة جوانب لا تخفى على سيادتكم.

رأيتُ أن أتحفكم بتقرير هامّ كذلك ألقاه الأستاذ النابه مصطفى بن الحاج بكير حموده بالمناسبة، يعرّفنا في هذا التقرير بما تحويه هذه المؤسّسة الثقافية من كتب التراث، وبتعريف مختصر عن المشايخ الأجلاّء الذين تحوي هذه المؤسّسة تراثهم المجيد رحمهم الله، وجعلنا خير خلف لخير سلف.

أمّا الخزائن التي تشكّلت منها هذه المكتبة، فهي كالآتي:

1.     خزانة الشيخ الحاج امحمّد بن عيسى ازبارْ لقبًا، المتوفّى يوم 15 شوال 1307هـ (04/06/1890م).

2.     خزانة الشيخ إبراهيم بن الحاج موسى محفوظ لقبا، المتوفّى بتاريخ 22 جويلية 1948م.

3.     خزانة الشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن لقبا.

4.     السيّد محمّد بن يحي بن الحاج عمر بُنورة لقبًا.

5.     السيّد الحاج محمّد بن عمر بن صالح باعْلي لقبًا.

أُطلق على المكتبة الجديدة اسم أحد شيوخ بني يزقن البارزين الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن 10هـ (16م)، الشيخ الحاج محمّد بن سعيد بن محمّد بن سليمان اليسجني المشهور بالشيخ بَالحاجْ، تخليدا لذكراه في نفوس النشء، واعترافا بفضله وجهوده الكبيرة في تنوير العقول وإصلاح المجتمع.

وإليكم مقتطفات من التقرير الذي ألقاه -بالمناسبة- الأستاذ مصطفى حموده، وعرّف من خلاله على رصيد المكتبة وعلى أصحاب الخزائن التي ضَمّتها رفوف هذا الإنجاز الثقافي الهامّ.

«وأكبر خزانة من حيث عدد مخطوطاتها هي خزانة الشيخ ازْبارْ، وهي غنيّة بنفائس المخطوطات، لاحتوائها خزائن كتب سابقة جدّ هامّة، لعلّ أبرزها وأقدمها خزانة أوّل شيخ رسمي ببني يزقن، الشيخ أبو عبد الله محمّد بن سعيد بن محمّد بن سليمان، من علماء القرن العاشر الهجري، توفّي بعد سنة 994هـ [المعروف بالشيخ بَالحاج]….

والخزانة الثانية التي حوت خزانةُ الشيخ ازبارْ بعضَ كتبها، هي خزانة الحاج امحمّد بن يوسف بن داود…[فرطاس]…توفّي -على الأرجح- خلال العقد الرابع من القرن 13هـ….

والخزانة الثالثة هي خزانة الشيخ الحاج يوسف بن حمو بن عدّونْ…(1185هـ-1252هـ)…

والرابعة هي خزانة الشيخ الحاج سليمان بن عيسى [من آل الشيخ] (ت1283هـ/ 66-1867م)…

ثمّ إنّ الشيخ ازْبارْ أثرى مكتبته بمنسوخاته هو، فعددها في خزانته 12 عنوانا، ويوجد غيرها، كما أثراها بما جلبه من مخطوطات التراث العُماني وغيرها، عند سفره إلى البقاع المقدّسة، وقد قادته رحلته هذه إلى عُمان وزنجبار والديار اليمانية، وامتدّت هذه الرحلة من رجب سنة 1264هـ (جوان 1848م) إلى رجب سنة 1268هـ (أفريل-ماي 1852م)، وكان رفيقه في هذه الرحلة [الشيخ] الحاج محمّد بن يحي بن الحاج…وعليه فإنّ مكتبته تُعتبر أغنى مكتبة في وادي ميزاب بالتراث العُماني، ومنها كتاب “كشف الغمّة الكاشف لأخبار الأمّة“، بخطّ مؤلّفه سرحان بن سعيد الإزكوي العُماني…

وجاء بعده ابنه الحاج محمّد، فأثراها بما اقتناه من كتب مطبوعة ومخطوطات قليلة بالإضافة إلى إنتاجه الأدبيّ، وكان شاعرا…

ومن نفائس المخطوطات في هذه الخزانة الجزء الثاني من تفسير هود بن محكم الهواري، نسخة عتيقة رمّمها صاحبها في القرن الحادي عشر، وهي ترجع تقديرا إلى القرن السابع الهجري، وفي أبعد تقدير إلى السادس، وبذلك تُعتبر من أقدم مخطوطات الإباضية بمكتبات وادي مزاب.

أمّا الخزانة الثانية، وهي خزانة الشيخ إبراهيم بن الحاج موسى بن بلحاج محفوظ، فهي ثاني أكبر خزانة من حيث عدد مخطوطاتها، وتتميّز بوجود الأصول المخطوطة لكتبه المطبوعة، وتتوفّر على عدد كبير من الكتب المطبوعة.

والخزانة الثالثة، خزانة الشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن، هي خزانة مطبوعات بالدرجة الأولى، والمخطوط بها قليل، غير أنّ ما أكسب هذه المطبوعات قيمة خاصّة هي حواش الشيخ على الكتب التي يطالعها، وهي كثيرة جدا…

والخزانة الرابعة للسيّد محمّد بن يحي بن الحاج عمر بُنورة، هي أصغر خزانة، غير أنّها تحتوي على مخطوطات ترجع إلى القرن العاشر الهجري…

والخزانة الأخيرة هي خزانة السيّد الحاج محمّد بن عمر باعْلي، مطبوعاتها أكثر من مخطوطاتها، ومخطوطاتها حديثة…».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.