مفدي في أولى محاولاته الشعرية -بحوث في الأدب والفكر للدكتور يحي الشيخ صالح
الجلسة العاشرة: 8 مارس 2017م الموافق ليوم: 9 جمادى الثانية 1438ه
أيّها السادة الأحبّة، أيّها الأساتذة الكرام، محبّي وملازمي ندواتنا المتواضعة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديثنا في هذه الأمسية عن الأستاذ الشاعر الفذّ، صاحب الإلياذة الوطنية والنشيد الوطني، مفدي زكرياء طيّب الله ثراه، وجازاه عنّا وعن الوطن الحبيب خيرا.
حديثنا مقتبس من كتيّب صغير للدكتور يحي الشيخ صالح، بعنوان بحوث في الأدب والفكر، في صفحتيْ: 144-145.
ينقل لنا درسًا ثالثا في كرّاسه عندما كان صغيرًا تلميذًا في تونس الحبيبة، بعنوان “كفاية الغلام”. تُعتبر أوّل محاولة له في الشعر.
والشعر موهبة ربّانيّة يَهَبُها لمن يشاء، وكان عمره في سنّ الثانية عشرة.
والهدفُ من نقل هذا النصّ الفقهي الديني البيانُ والدعوةُ إلى منهجيتنا معشر الإباضية من العناية بالجانب الديني الفقهي للتلميذ المبتدئ؛
عملا بقوله عليه السلام «علِّموا أولادكم القرآن، فإنّه أوّل ما ينبغي أن يُتعلّم من علم الله هو».
يقول الدكتور يحي الشيخ صالح قبل إيراد نصّ المنظومة ما يلي:
«وفي الصفحة الثانية تحديدا (وهو أوّل كرّاس لمفدي في تونس) بعد درسيْن في الأدب والتاريخ، يأتي درس التوحيد، وهو عبارة عن متن منظوم بعنوان “كفاية الغلام”، ننقله كاملا بعد تصحيحه، حتّى يسهل على القارئ تفهّمه والإلمام به…
كفاية الغلام
الحمــد لله على ما وَفَّــقَـــــــــــــــــــــا ثمّ الصلاةُ والسلامُ مُطْـــلَـقَــا
على النبيِّ المصطفى التِّهامي وآلِــــهِ وصَحْـــبـــــــــه الـكــــــــــــــــرامِ
وبعدُ فالإســـــــــلامُ لـما بُــنِـيَـــــــــا على الشهادتيْن في ما رُوِيا
ثُـمَّ عـلــى الصـــلاةِ والــزكـــــــــــاةِ والصوْمِ والحجِّ من الميقات
أَرَدْتُّ أنْ أجمع في ذا الخَمْسَهْ شيئًا له يُصْلِحُ مِثْلي نَفْسَهْ
منظومةً فـي غايــة اختصــارِ يَسْهُلُ حِفْظُها على الصغارِ
سَـمّــَيْــتُــهـا “كفاية الغــــــــلام” فـي جُملة الأركان للإســـلام
وأسألُ اللهَ الكـــــــــريمَ المغفرة وأنْ يكون مُنْقِذِي في الآخره ».
وفيما يلي بعضُ آراء وأسئلة الحاضرين في الجلسة:
- ما هي الأخطاء التي صوّبها الكاتب في محاولات مفدي؟
- النظم يعكس تشبّع مفدي بالقيَم الدينية منذ نعومة أظفاره.
- الظاهر أنّ مفدي استوحى عنوان نظمه من منظومة في العقيدة الأشعرية لأحمد بن عبد الله الجزائري المتوفّى سنة 899هـ، عنوانها “كفاية المريد”؛ وهذا دليل على الاطّلاع الواسع ورحابة الأفق عند مفدي وهو -حينئذ- لم يبلغ مرحلة المراهقة.
- هل قمتم شيخنا بمحاولات شعرية أو نظمية في الصِّغَر؟
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.