موقع الشيخ طلاي

Menu

مفدي زكرياء وإنتاجه الأدبي إلى قيام الحرب العالمية الثانية 1908م-1939م -1

أيّها السادة الكرام، أيّها الحضور الأعزّاء، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حديثنا في هذه الليلة أو إطلالتنا ستكون من كتاب طُبع أخيرا وأهديت إليّ نسخة منه في الأسبوع الماضي، وهو عبارة عن بحث مهمّ، تاريخي توثيقي، وتعريف مفصّل عن حياة الشاعر الفذّ، شاعر الثورة الجزائرية، الأستاذ مفدي زكرياء.

الكتاب بعنوان: مفدي زكرياء وإنتاجه الأدبي إلى قيام الحرب العالمية الثانية 1908م1939م، قام به الدكتور مصطفى بن الحاج بكير حمودة، وهو جزء من رسالته لنيل درجة الدكتوراه.

وقد نوقشت بجامعة أبي بكر بلقايد في تلمسان بتاريخ 12 ماي 2011م، ومَنحت لجنة البحث والمناقشة للكاتب درجة مشرّف جدّا، مع تهنئة اللجنة له.

وقد أُعجبتُ كثيرا بجهود الدكتور مصطفى حمودة وصبره، وحُسن تتبّعه للمظان التي تتحدّث عن مفدي.

والكتاب في الحقيقة ليس حديثا عن مفدي، ومفدي مَن هو، شاعر فذّ وكاتب محنّك،http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Moufdi_zakaria_scratching.jpg/280px-Moufdi_zakaria_scratching.jpg

إنّما الكتاب تاريخ هامّ لمدينة بني يزقن في القرن التاسع عشر والعشرين، وهذا في حديثه عن المراجع التي وصل إليها، كأرشيف القضاء في بني يزقن، ودفاتر عقود ترجع إلى ما قبل الاستعمار لوادي مزاب، تجد فيها خطوط علماء بني يزقن وفقهائها، وأقدم هذه العقود ترجع إلى القرن الثاني عشر الهجري،

وسجلاّت قضاة بني يزقن بعد حلول الاستعمار، فكان أوّل قاض للمحكمة شيخ مسجد بني يزقن آنذاك بحسب قول الدكتور هو الشيخ الحاج محمّد بن عيسى بن أيوب ازْبارْ،

وكأرشيف قيّاد بني يزقن، ودفتر البزرهْ أو اللزْمة، ودفتر البريد الصادر، وسجلاّت جريدة الكورْفي، وسجلاّت التركات ويخصّ بيع ممتلكات المتوفّى، وسجلاّت الوفيات والمواليد، وأرشيف الفاضل ثميني الحاج محمّد نزيل تونس والرسائل التي تبادلتها العائلة أو أُرسلت إلى الشيخ، ممّا يدلّ ضمنيا على مكانة هذا الشيخ، أعني الثميني وحضوره الفاعل في مزاب بالرغم من بُعده عنه بتونس، وتدلّ أو تؤرّخ للصراعات المزابية الداخلية، وخاصّة بين مشايخ البعثة المزابية بتونس ومعارضيها.

وممّا يثير الإعجاب ويدفعني إلى تهنئته وإكبار عمله، صبره الكبير في تتبّع أرشيف ما وراء البحار في إيكْسْ اُنْ بْروفانْسْ بمرسيليا، وملاحقة كلّ شاردة تتحدّث عن مفدي ونضاله ومواقفه السياسية، وقد رابط مدّة ثمانية أشهر يعمل بكلّ جدّ وإخلاص.

والخلاصة أنّ الكتاب تحفة نادرة، ووثيقة هامّة عن مفدي ونضاله، بل حتّى عن الجزائر وزعمائها، من مصالي إلى غيره في تلك العهود.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.