موقع الشيخ طلاي

Menu

لا شيء يعدل الوطن – أحمد شوقي

الجلسة التاسعة : 9 مارس 2016م الموافق ليوم: 29 جمادى الأولى 1437هـ

أيّها السادة الحضور، أيّها الأساتذة الكرام؛ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية ستكون في قصّة أو أقصوصة شعريّة لأمير الشعراء أحمد شوقي من الشعر التعليمي.

والهدف من هذه الأقصوصة تكوين النفوس، وخاصّة منهم الشباب على حُبِّ أوطانهم، والوفاء لها بخدمتها ومكابدة الصعاب. وهذا خيرا لهم وأفضل وأحسن في أوطان الغير.

ففي الحديث الشريف «حُبُّ الوطنِ من الإيمان»، لأنّ حبَّكَ لوطنك سيجعلك تخدم ذلك الوطن، وتعمل مع مواطنيك على مكابدة المشاقّ والصعاب. وفي هذا طاعةٌ لله تعالى الذي أسْكَنَكَ الأرضَ، وحمَّلَكَ مسؤولية خلافته في الأرض بما يُصلح ولا يفسد.

إليكم أيّها السادة هذه المقطوعة الشعريّة.

عصفوران في الحجــــــــاز              حَلَّــتـــــــــا علـى فَـــنَـــــــــــنْ

مَرَّ على أيْكِهمــــــــــــــــــا              ريحٌ سَرى من اليَمــــــــــــــــــنْ

حَيَّا، وقال دُرَّتــــــــــــــــان               حَلَّتا على وَهَــــــــــــــــــــــــنْ

إنّي رأيتُ حول صنعــــــــاءَ             وفي ظِلِّ عَـــــــــــــــــــــــــــدَنْ

خـمــــــــائلاً كأنّهــــــــــــــا               بَقيَّةٌ مِنْ ذي يَـــــــــــــــــــــــزَنْ

الحَبُّ فيها سكَّــــــــــــــــرٌ                 والماءُ شَــــــهْدٌ ولَـــــــــــــــــبَنْ

هَيَّا، ارْكبـــــــــاني نأْتِهـــــــا                 في ساعــــــــــــةٍ مِنْ الزَّمَــــنْ

قالت لـــــه إحداهمــــــــــــــا               والطيرُ منهنَّ الفَطِـــــــــــــــــنْ

يا ريح أنتَ ابنُ السبيــــــــــــل             ما عَرَفْتَ ما السَّكَــــــــــــــــــنْ

هَبْ جَنَّة الخلدِ اليَمَـــــــــــــــنْ             لا شيءَ يَعْدِلُ الوطــــــــــــــــنْ

ولله دَرُّه، وقد قال في سينيّته:

وَطَني لوْ شُغِلْتُ بالخلْدِ عنه           نازَعَتْنِي إليه في الخلْدِ نفسي

اسمحوا لي أنْ أذكر لكم المقطوعة الشعرية بالمزابية.


ودونكم بعض الأسئلة والآراء التي أثارتها جلسةُ هذا اليوم:

  1. ما مناسبة ذِكْرِ هذه الأبيات؟ هل قالها خلال وجوده بالقصر، أو حينما عايش شعبَه وقاسمه آلامه وأحزانه؟
  2. شيخنا الفاضل؛ لماذا اختار الحجاز دون مصر بارك الله فيكم؟
  3. إنّ مفهوم الوطن يتطوّر؛ فقد كان في حدود الخيمة، ثمّ توسّع إلى القرية فإلى الناحية والحوزة، ثمّ إلى دولة، وهكذا تطوّر مفهوم الوطن عبر الزمن بتطوّر فكر الإنسان واتّساع رؤيته وآفاقه.
  4. لعلّ ممّا يغرس حُبَّ الوطن في الناشئة ويعزّزها حبّ المسؤولين لوطنهم وإخلاصهم له. فإنْ اهتزّ هذا الشعور لدى هذه الفئة الهامّة من المجتمع، لا شكّ أنّ انعكاسها يكون مباشرا ووخيما في أوساط الرعيّة والشباب منهم بخاصّة.

يتعجّب المرء من صروف الأيام والليالي؛ فالرياح قالت للعصفورتين ما قالت عن اليمن السعيد؛ واليوم -مع ما يُشاهد من التناحر والتدمير- لا نملك إلاّ أن ندعو لليمن وغيره من بلدان المسلمين بالفرج والعودة إلى الجادّة.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.