موقع الشيخ طلاي

Menu

كيف تتعامل مع الناس – ديل كالانيجي

جلسة يوم  26/05/2010م الموافق ليوم 12 جمادى الثانية 1431هـ

الحمد لله حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحابته الكرام.

أيّها السادة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قراءتنا في هذه الجلسة ستكون من كتاب كيف تتعامل مع الناس للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي. طُبع بالجزائر في دار التنوير سنة 2002.

والكتاب أحد الثلاثة الكتب التي صدرت في عهدنا هذا، قريبة من بعضها بعضا في مضمونها. والهدف من تأليفها يرمي إلى علاج التشنّج والصراع الفكري وأسباب العداوة والبغضاء المنتشرة بين الناس، وخاصّة في عهدنا هذا.

وهذه الكتب، هي:

– دع القلق وابدأ الحياة.

– كيف تكتسب الأصدقاء وتؤثّر فيهم ؟

– كيف تتعامل مع الناس ؟

يقول صاحب كتاب كيف تتعامل مع الناس؟

كلّ شعب يشعر أنّه أفضل من سائر الشعوب، ممّا يولّد الحماس والحروب -وأقول ربّما الكراهية أيضا-.

والحقيقة واضحة هي إنّ كلّ إنسان يشعر أنّه أفضل من الآخرين بطريقة مَّا، أي من ناحية مّا.

والوسيلة الأكيدة للدخول إلى قلبه هي أن تجعله يشعر أنّك تقدّر أهميّته في عالمه الصغير وأنت تقدّر ذلك فيه بصدق وإخلاص.

وليؤكّد هذه النظرة يقول: سأخبركم بثلاث قصص من رجال أعمال طبّقوا تلك المبادئ، يعني هذا المبدأ وخرجوا بمبادئ، أي نتائج رائعة.

يقول عن القصّة الأولى([1]):

«توجّه السيّد ر إلى “لونغ آيسلند” مع زوجته لزيارة بعض أقاربها. هناك تركته يتحدّث مع عمّتها العجوز، وذهبت لزيارة أقاربها الشباب، وبما أنّه كان عليه أن يتحدّث عن تطبيق مبادئ الثناء، فكّر أن يبدأ ذلك مع تلك العجوز، فتطلّع حول المنزل ليرى ما يمكنه الثناء عليه بإخلاص، فسألها:

– شُيّد هذا المنزل حوالي 1890، أليس كذلك ؟.

– نعم، أجابت، شُيّد في تلك السنة تماما.

– إنّه يذكّرني بالمنزل وُلدت فيه، إنّه جميل وبناؤه رائع وغرفه واسعة، في أيامنا هذه، لا تُبنى البيوت على طرازه.

– أنتَ على حقّ قالت السيّدة العجوز موافقة، فالشباب اليوم لا يهتمّون بالبيوت الجميلة، وكلّما يهتمّون به هو شقّة صغيرة وثلاّجة كهربائية والتجوال بسيارتهم.

– إنّه بيت الأحلام، قالت بصوت يرتجف بذكريات مليئة بالحنان، لقد بُني ذلك البيتُ بالحبّ. لقد حلمنا به أنا وزوجي قبل سنوات من بنائه، لم نستدع مهندسا، بل صمّمناه بأنفسنا.

بعد ذلك تجوّلت معه في المنزل، فعبّر لها عن تقديره القلبي للكنوز الجميلة التي جمعتها أثناء أسفارها ومنذ زمن بعيد: شالات الكشمير، طاقم شاي إنجليزي قديم، أواني صينية، أسرّة وكراسي فرنسية، لوحات فرنسية وأغطية حريرية كانت قد عُرضت في أحد المعارض الفرنسية.

وبعدما أرتني المنزل، قال السيّد ر: أخذتني إلى المرأب وهناك رأيتُ سيارة باكارد جديدة تقريبا.

فقالت بصوت ناعم: لقد اشترى زوجي هذه السيارة قبل وفاته بقليل. لم أركبها منذ وفاته…أنت تقدّر الأشياء الجميلة، لذلك سأمنحك هذه السيارة.

– قال لها: لماذا يا عمّتي أنتِ تحرجينني، أقدّر كرمك طبعا، لكن لا يمكن القبول بها. فأنا لستُ بقريب لك. لديّ سيارة جديدة، ولديك أقارب كثيرون يرغبون في اقتنائها.

– أقارب، قالت بدهشة: نعم، لديّ أقارب ينتظرون موتي للحصول على السيارة. لكن لن يحصلوا عليها.

– إذَا لم ترغبي في إعطائهم إياها، باستطاعتك بيعها بسهولة.

– صاحت في وجهي: هل تعتقد أنّني أستطيع بيعها ؟ وهل تعتقد أنّني أستطيع أن أتحمّل رؤية غرباء يقودونها عبر الشارع، لن أفكّر ببيعها أبدا، بل سأمنحها لك لأنّك تقدّر الأشياء الثمينية.

لقد حاول أن يتملّص من قبول السيارة لكنّه لم يستطع ذلك من دون أن يجرح شعورها.

هذه السيّدة العجوز التي تُركت وحيدة مع شالها الكشمير والتحف الفرنسية وذكرياتها كانت تتوق لقليل من الثناء والتقدير.

لقد كانت ذات يوم جميلة وشابّه يسعى الشباب إليها. وقد بنت منزلا يدفئه الحبّ، وجمعت له الأشياء من جميع أنحاء أوروبا لتزيينه.

والآن في غربة الشيخوخة تحتاج إلى قليل من الدفء الإنسانيّ والتقدير الصادق، ولكن ما من أحد منحها ذلك مثل ما يجد المرء ينبوعا في الصحراء، لم تستطع التعبير عن اعترافها بالجميل إلاّ بإهدائها سيارة الباكارد.».

الملاحظات عليها.

القصّة، إذن، أو الأقصوصة تشتمل على أشخاص.

1) الزوجة لا تهمّ كثيرا؛ 2) العجوز ربّما هي بطلة القصّة، 3) والفيلسوف أو صاحب النظرية، وهي:

الوسيلة الأكيدة للدخول إلى قلب أيّ إنسان أن تجعله يشعر أنّك تقدّر أهميّته في عالمه الصغير، وأنّك تقدّر منه ذلك وتمدحه بصدق وإخلاص. وهذه المقولة نوافق عليها إلى حدٍّ مّا.

الشعور بالحنين إلى الأقارب وزيارتهم شيء جميل وهو ممّا تدعو إليه المبادئ الإسلامية.

أمّا ذهاب الزوجة و

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.