موقع الشيخ طلاي

Menu

أسطول الحرية ومحنة فلسطين

جلسة يوم  02/05/2010م الموافق ليوم 19 جمادى الثانية 1431هـ

الحمد لله حقّ حمده، وأشكره تعالى على آلائه ونعمه، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله، وصحابته الكرام ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيّها السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حديثنا هذه الأمسية سيكون تعليقا مختصرا على الأحداث التي عشناها في اليوم الأخير، أو بالأحرى هذا الأسبوع، “أسطول الحرية والسلام لسكّان غزّة”.

لا أريد بكلمتي هذه أن أزجّ نفسي في متاهات السياسة ومنعرجاتها، إنّما أريد أن نكون على علم بما يُحاك في الخفاء للمسلمين عامّة وللفلسطينيين خاصّة، وأن نكون على علم بالأخطاء ومَن يرتكبها عن جهل أو تجاهل.

وإذا سمحنا لأنفسنا أن نعلّق على هذا الحدث الأليم، فلنطرح ثلاثة أسئلة:

أوّلا: مَن يتحمّل المسؤولية الكبرى لِما وقع في غزّة ويقع ؟

المسؤولية الكبرى تقع على مصر، لأنّها هي التي أقدمت على الاعتراف بإسرائيل، ونسجت اتّفاقية أوسلو على قاعدة هشّة لا يرضى بها عاقل، دويلة ليس لها الحقّ في الدفاع عن نفسها، ولا تملك حرّيّة التصرّف في أجوائها، وتبعها على ذلك بعض الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل.

ثانيا: كان من الواجب على مصر أن تدارك أخطاءها، وعلى الأقلّ أن تكفّر عن الذنب الذي ارتكبته بالإبقاء على المتنفّس الوحيد لأهل غزّة.

السؤال الثاني: لماذا حطّمت إسرائيل غزّة وأجهزت على منشآتها التي يمكن أن ينشأ عنها كيان مستقلّ للدولة الفلسطينية المراد إنشاؤها حسب مجريات الأحداث إن عاجلا أو آجلا.

إنّها تريد أن ترهب الغزّاويين فلا يفكّرون فيما إذا اعْـتُرف بهم دوليا ورسمت الحدود وأعطي لهم حقّ الدفاع عن كيانهم.

إنّها تريد أن تكون دويلة تابعة قاصرة، لا حول لها ولا قوّة.

وأنهي كلمتي بتذكير المسلمين -ونحن منهم- بالواجب عليهم نحو الفلسطينيين، وعدم التخلّي عنهم أو خذلانهم.

هذا رغم ما يُلام عليه الفلسطينيون من الأخطاء والحماقات التي يرتكبونها، وأكبرها وأشدّها إيلاما افتراقهم والكيد لبعضهم بعضا، والله تعالى يقول: )وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.