موقع الشيخ طلاي

Menu

قول على قول – حسن سعيد الكرمي

الجلسة الثالثة عشر: 03/04/2014م الموافق ليوم: 3 جمادى الثاني 1435هـ

أيّها السادة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية ستكون من كتاب “قول على قول”، للأستاذ الأديب حسن سعيد الكرمي، الجزء الأوّل، صحيفة: 55-56.

يقول في إهداء الكتاب وما بعده من الأجزاء الاثني عشر:

«إلى إخواننا العرب الذين يحرصون على حفظ تراثهم وتمجيد تاريخهم، والإبقاء على آدابهم ولغتهم،

أقدِّمُ هذا الجزء وما بعده».

وكان له برنامج يذيعه من القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية في لندن، في الخمسينات الثانية من القرن العشرين.

السؤال: من قائل هذا البيت وفي أيّة مناسبة ؟

وَقَبْرُ حَرْبٍ بمكَانٍ قَفْرُ   وليسَ قُربَ قبرِ حَرْبٍ قَبْرُ

حسن خليل أبو النور

أدفو – السودان

الجواب. هذا البيت يَرِد كثيرا في كتب الأدب عند البحث في الفصاحة وتنافر الحروف.

ولكنّني أذكر أنّني رأيتُ اسم قائله في مكان، ولا أدري إذا كان قائلُه معروفا، والبيتُ قديمٌ يرجع تاريخه إلى أواخر عهد الجاهلية قبل الإسلام.

وحكايةُ هذا البيت موجودةٌ في المسعودي، ونقلها عنه الدميري في كتابه: “حياة الحيوان الكبرى”، عند الكلام على عبارة: «باسمك اللهم»، وكيف أخذتها قريشٌ عن أمية جدُّ معاوية بن أبي سفيان، والحكاية كما يلي:

كان أميةُ مصحوبًا، أي تبدو له الجِنّ، فَخَرَج في عيرٍ من قريش، فمرَّت بهم حيّةٌ فقتلوها، فاعترضت لهم أخرى تطلبُ بِثأْر الحيّة المقتولة وقالت: قتلتم فلانا، ثمّ ضرَبَتْ الأرض بذنبها فنَفَرَت الإبل، فلم يقدروا عليها إلاّ بعد عناءٍ شديد. فلمّا جمعوا  العير، جاءَتْ الحيّةُ فضربت بذنبها ثانية فنفرت الإبل ولم يقدروا على الحيّة إلاّ بعد نصفِ الليل، ثمّ جاءت فضربت ثالثةً، فنفرت الإبل ولم يقدروا عليها حتّى كادوا أن يهلكوا في المفازة عطشا وعناءً، فقالوا لأمية: هل عندكَ من حيلة ؟ قال: لعلّها، ثمّ ذهب حتّى جاوز كثيبا فرأى ضَوْءَ نارٍ على بعدٍ فاتَّبعه، حتّى أتى على شيخٍ في خِباءٍ، فشكا إليه ما نزل به وبصحبه، وكان الشيخ جِنِّيًّا، فقال: اِذهبْ، فإن جاءتكم فقولوا: باسمك اللهمّ سبعًا.

فرجع إليهم وقد أشرفوا على الهلَكَة، وأخبرهم بذلك، فلمّا جاءتهم الحيّةُ قالوا تلك التعويذةَ سبعَ مرّات، فقالت الحيّة: تبًّا لكم ! مَنْ علّمكم هذا ؟ ثمّ ذهبت. وأخذوا إبلهم ونَجَوْا. وكان فيهم حربُ بن أميةَ بن عبد شمس جَدُّ معاويةَ بن أبي سفيان. فقتله الجِنّ بعد ذلك بثأر الحيّة، وقالوا فيه:

وَقَبْرُ حَرْبٍ بمكَانٍ قَفْرُ   وليسَ قُربَ قبرِ حَرْبٍ قَبْرُ.

وقفرُ بـ”ـالرفع” لموافقة القافية، وحقّها أن تكون مجرورة صفة لكلمة “مكان”.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.