موقع الشيخ طلاي

Menu

قصيدة تحريض الطلبة – الأستاذ ابن سعدون المنير

الجلسة التاسعة: 29/02/2012م الموافق ليوم 7 ربيع الثاني 1433هـ

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

السادة الحضور، سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، وتحيّة مباركة طيّبة.

يشرّفني في هذه الأمسية أن أنوب عن شيخنا منشّط جلسات “إطلالة على كتاب”، لغيابه في بعض المهام، وفّقه الله وأعانه.

وقد رأيتُ أن أعرض على حضرتكم عملاً في موضوع النصح والحِكمة، هو القصيدة الحائية للملوشائي المعروفة بـ قصيدة تحريض الطلبة والتي قام بشرحها الشيخ محمّد المصعبي.

ولعلّ من الأسباب الداعية لاختيار هذا الموضوع -تحديدا- سببان:

أوّلا: إبراز أمثلة من آثار بعض علماء المغرب في مجال النصح والحكمة.

ثانيا: التعريف ببعض الشخصيات العلمية المغربية البارزة، وتقريبها من ذهن السادة الملازمين لهذه الجلسات.

ناظم القصيدة الحائية هو الشيخ أبو نصر فتح بن نوح الملوشائي رحمه الله، من علماء جبل نفوسة بليبيا في النصف الأوّل من القرن 7هـ (القرن 13م). له ديوان شعر، ضمّنه منظومات في الأصول والفقه والمواعظ، ولا تزال معظم قصائده في عداد المخطوط. والقصيدة الحائية في التحريض على طلب العلم والحثّ على التزام آدابه.

أمّا شارح القصيدة فهو الشيخ أبو عبد الله محمّد بن الشيخ يوسف بن محمّد المصعبي الأصل الجربي الموطن، المتوفّى سنة 1207هـ (1792م). خلَف أباه في إدارة شؤون جزيرة جربة بتونس، وترأّس حلقات العلم في المسجد الجديد بالجزيرة. له مؤلّفات من جملتها شرحه على هذه القصيدة الوعظية، وقد طُبع الشرح طبعة حجرية بتاريخ 17 شوال 1315هـ مذيَّلا بالقصيدة ذاتها.

وفيما يلي مقاطع من قصيدة الشيخ الملوشائي:

الحمد لله على ما أتاح                 من نِعَم أو نِقَم قد أزاح

أحمده حقّا وأشكره                   على الآلاء الظاهرات الوضاح

والصلوات الطيّبات على              نبيّه أحمد زين البطاح

ثمّ الرضا عن أهل قدوتنا               أئمّة الدين نجوم الفلاح

…    مَن قام بالإسلام يحيى به               فهو كمن أحيا قتيل الجراح

كذلك مَن مات على يديْه             كقاتل الناس جميعا كفاح

…    يا أيّها الحزب اسمعوا ثمّ عوا            قول الأخ النصيح أيّ النصاح

…    يوصيكم بالجدّ والاجتهاد              وبازدياد الخير كلّ صباح

دعاكم الله لدار السلام                       قولوا ألا لَبَّيْكَ داعي الفلاح

فالله الله في عزمكم                    ما دامت الأرسان طلقا فساح

جِدّوا فإنّ الأمر جِدّ بكم              والجدّ معوان الفهوم لقاح

لا يستوي مَن جَدّ عزْمًا كمن         قيَّده العجز عن الاكتِداح

العلم زيْنٌ والتُّقى شَرَفٌ               والورع الصدق تمامُ الصلاح

…    مَن لم يعوّد نفسه دائبا                 قراءة الكتْب كليل السلاح

مَن حالف النوم ولازَمَه                       فآية الكهف له في اتّضاح

…    لا تجعلوا همّتكم هِمَما                 فليس من هم الأذى مستراح

إنّ اقتسام المرء همّته                    تعوقه عن طلبات ملاح

…    كمْ فاتَ من أجر أخا نوْمة            لاسيما في سَحَر وفلاح

…    فهذه الأنفاس معدودة                  وكلّ معدود سينفد صاح

…    إذا زكى كسبٌ زكا عملٌ            ليس النكاح المرتضى كالسفاح

…    قيّد ربّي بالقبول التقى                 وأصحبَ الإيمانَ فعل الصلاح

…    حقائق الإسلام واضحة                       منيرة غرّ وضاح نصاح

…    وأُنشدُ اللهَ أديبًا رأى                   عيبا أقام العذر لي وأشاح

…    هذا كلام والسلام على                       كلّ أديب ما أضاءت براح

أبناء جنسي حيثما قطنوا               وأينما حلّوا بأقصى النواح

خصّوا أخاكم بالدعا إذا               قرأتموها واعملوا بالنصاح

Categories:   ضيف الموقع, ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.