موقع الشيخ طلاي

Menu

في رحاب القرآن -تفسير سورة الحجرات-

بسم الله الرحمن الرحيم

جلسة يوم  14/09/2011م الموافق ليوم 16 شوال 1432هـ

إخواني السادة محبّي الثقافة والمعرفة، السلام عليكم ورحمة الله.

بعد تقديم واجب التهنئة والحمد والثناء على الله تعالى بما حبانا به من القيام بصيام رمضان، وبمختلف المبرّات في ذلك الشهر المبارك، تقبّل الله منّا ومنكم وجعلنا من أمّة محمّد عليه السلام؛

أقول: وبعد فترةِ توقّفٍ ربّما تجاوز شهرين ها نحن نعود والعود أحمد، فمرحبا بكم في منتدانا هذا.

إخواني السادة،

المثل العربيّ يقول: رُبّ صدفة خير من ميعاد أو ألف ميعاد.

حقّا الأمر كذلك؛ بينما أنا أفكّر صبيحة اليوم في موضوع أُتْحِفُكُمْ به والأوضاع كما ترونها وتسمعون عنها بالبلدان العربية، وخاصّة الدول الأربعة.

وقد كنتُ أفكّر في الأسباب الداعية إلى تدهور الفرد العربي المسلم بالخصوص إلى هذا المستوى من طرف الحكّام والمحكومين، بقطع النظر عن التفكير في التبريرات والضغوطات من داخل الوطن وخارجه؛ بينما أنا أفكّر في هذا الأمر وما أقدّم لكم ولنفسي عن هذا الوضع المؤسف والمزري،

أُهديَ إليّ كتاب جليل من طرف القائم بتحرير مسجّلات تفسير الشيخ الإمام إبراهيم بن عمر بيوض رحمه الله، الجزء العشرون في رحاب القرآن، تفسير سورة الحجرات وق والذاريات، فوجدتُ ضالّتي وما كنتُ أبحثُ عنه لأقدّمه لكم عن تلك الأوضاع، وذلك لأنّنا معشر المسلمين تعدّينا وتجاوزنا ما حدّه الله لنا، وما دعانا إليه في كتابه تعالى أن نتمسّك به وخاصّة في سورة الحجرات.

وإليكم ما سجّله الشيخ في أول الكتاب ص 5:

«هذه السورة تسمّى سورة الحجرات، عدد آياتها 18 آية، وهي سورة مدنيّة من أعظم سوَر القرآن الكريم، لِما ستسمعونه وتعرفونه. إنّ شأن هذه السورة لعظيم حقّا رغم قصرها؛ لأنّها تشتمل على كلّ ما يحتاجه البشر من توجيهات، من أجل تكوين مجتمع صالح تسوده السلامة، وتسوده العافية، وتسوده المحبّة، وتسوده العدالة، إنّها تشتمل على كلّ ما ينظّم العلاقات بين الناس، بينهم وبين الله تعالى، وبينهم وبين بعضهم بعضًا. ويمكن أن يُقال: إنّ جميع الإرشادات والتوجيهات التي تُحَلُّ بها جميع مشاكل العالم موجودة في هذه السورة».

ويبيّن الشيخ الإمام من أنّ هذه المبادئ التي جاء بها القرآن الكريم في هذه السورة بالخصوص تَدْعُوا إلى تكوين مجتمع مثالي لا يستطيع البشر بمقتضى بشريتهم أن يحقّقوه.

وإنّه لن يتحقّق على هذه الأرض من طرف أي سلطة بشريّة، والبشر هم البشر والنّوازع النفسية مسلّطة عليهم، وشياطين الإنس والجنّ مسيطرة عليهم.

والله تعالى أقام الحجّة على عباده بإمكان تكوين هذا المجتمع المثالي في فترة من التاريخ.

ويمكن أن يكون في أيّ زمان إذا تمسّك الناس المؤمنون بتلك المبادئ التي صاغها الله تعالى في هذه السورة بالخصوص وألزموا أنفسهم بها، كما ألزم صحابةُ الرسول أنفسَهم بها، جزاهم الله عنّا وعن الإسلام خيرا.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.