غزة وجرح فلسطين
غزة وجرح فلسطين
أيّها الإخوة، أيّها السادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سلامًا يتكرّر ويُتلى في كلّ لقاء معكم ولاسيما ونحن في عشية يوم عاشوراء وقد سُنّ فيه إفشاء السلام.
وتحيّة المسلمين لبعضهم البعض بالتحيّة الإسلامية، السلام عليكم.
ليس من اللائق ولا من احترام الفكر أن تمرّ الأحداث الكبرى التي تهزّ أرض فلسطين في هذا الأسبوع،
بل تهزّ أراضي العروبة والإسلام كلّها، وفلسطين منها كالقلب بالنسبة للجسد.
قلت تهزّ هذه الأحداث قلوبنا ولا أعلّق أو أفتح نافذة ولو صغيرة على ما يقع.
وما يقع هوة نتيجة لأخطاء وتصرّفاتِ ساسة العرب والإسلام وسوءِ تدبيرهم، من جرّاء انسياقهم إلى من لا يريد للإسلام عامّة وللعرب خاصّة أيّ خير أو صلاح.
فما يقع ينطبق عليه قوله تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَت أيْدِي النَّاسِ، لِيُذيقَهُم بَعْضَ الذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ».
وصدق الله العظيم بما كسبت أيدي الزعماء والحكّام من سوء تدبير. وأطلب من الله أن يجعلهم من المتّعظين والمعتبرين بأخطائهم، لعلّهم يرجعون عنها كما قال تعالى: «لِيُذيقَهُم بَعْضَ الذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ».
تصفّحت مجلّة الحياة الغرّاء، الصادرة أخيرا من معهد الحياة الخالد، عدد 12، تاريخ 1 أكتوبر 2008، وأنا في غمرة تتبّع الأحداث نظريا فقط، وأنا أستعيذ بالله أن أكون من السياسيّين في هذا الزمان النَّكِد، استوقفني مقال هامّ جدًّا للدكتور مصطفى باجُو حفظه الله، أستاذ محاضر في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، بعنوان: معالم قرآنية لتحقيق ميثاق الوحدة الإسلامية.
يذكر الكاتب أنّ الهدف من مقاله الاطّلاع على مدى تحقّق هذه الوحدة في التاريخ الإسلامي وما يقوم اليوم من عوائق في سبيل إعادة الوحدة إلى الواقع المعيش. ويقول إنّ مردّ ذلك كلّه إلى إصلاح الفكر لتحقيق الوحدة، فإذا لم يقع إصلاح الأفكار والرجوع إلى دستور الوحدة الإسلامية بتركيز مبادئها وتوجيهاتها في نفوس المسلمين خاصّتهم وعامّتهم، روّادا كانوا أو تابعين في شتّى مواقع التوجيه، والانطلاق بذلك من الفكر والدعوة إلى الممارسة والتطبيق.
وقدّم الدكتور محاور هامّة من إصلاح الفكر لتحقيق الوحدة، يمكنكم الرجوع إلى هذه الدراسة الهامّة في المجلّة.
وأعود بكم أخيرا إلى ما سطّره شاعر العروبة والفدا، الشاعر الفذّ مفدي زكرياء عن حالة فلسطين منذ صدور كتابه اللهب المقدّس في سنة 1961م وإلى الآن وسادة العرب في طغيانهم وأخطائهم يرسفون.
أيا شاعر العُرب ، ذكّرتني وهِجْتَ جراحاتـيَ الداميه
لقد كان لي سببٌ للبقا فقطَّع قومـيَ أسبابيه
ورُحْتُ أُباعُ وأُشرى، كما تُباع لجزّارها الماشيه
…
فأصبحتُ أرسُفُ في محنتي وقومـيَ – عن محنتي – لاهيه
…
فلا أنا حقّقتُها بيدي ولا سلَّح العُربُ أبنائيه
وزوَّدَني العُربُ بالصلوات وبالشعر.. والخطَبِ الناريه
…
فمُدّوا يدا نَحْمِ أوطاننا ونُنقذْ حمانا من الهاويه
فإن تنصروا اللهَ يَنصُرْكُم ويُنْجِزْ أمانيكُمُ الغاليه
ولن يُخلفَ اللهُ ميعادَه ولا ريْبَ.. ساعتُنا آتيه..
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.