موقع الشيخ طلاي

Menu

دراسات عن الإباضية

جلسة يوم  17/03/2010م الموافق ليوم 1 ربيع الثاني 1431هـ

إخواني السادة الحضور، سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حديثنا في هذه الأمسية سيكون من مقدّمة كتابٍ هامٍّ للدكتور المرحوم عمرو خليفة النامي، بعنوان: دراسات عن الإباضية.

قدّم رحمه الله هذه الدراسة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كمبريدج، باللغة الإنجليزية، وترجمه ميخائيل خوري مع مراجعة ماهر جرّار.

دقّق وراجع أصوله وعلّق عليه الدكتوران محمّد ناصر ومصطفى صالح باجو.

نشر الكتابَ دارُ الغرب الإسلامي ببيروت سنة 2001.

والنصّ الذي أقرأه من مقدّمة للدكتور محمّد صالح ناصر.

اخترتُ من هذا الكتاب الهامّ الذي يجيب عن كثير من الإشكالات والتساؤلات عن الإباضية، ومن هم؟ وما معتقداتهم من بين الفرق الإسلامية الأخرى ؟ وما هي مواقفهم عبر التاريخ لنشر الإسلام والدعوة إلى الاستقامة وملازمة الحقّ والإنصاف؟

واخترتُ هذا النصّ من المقدّمة لهذا الكتاب، لأنّنا بصدد أقامة ذكرى وتظاهرة ثقافية لعالم من علمائهم، ضحّى بالنفس والنفيس، لتمثيل آراء المدرسة الإباضية، والدعوة إليها، ونشر تراثها وكتب علمائها.

فنصّنا هذا يُعتبر تمهيدًا وتوطئة لما سيقال ويُنشر لهذا الشيخ الكبير العلاّمة، أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف اطفيش، المتوفّى سنة 1965، رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.

يقول الدكتور في المقدّمة صفحة 5:

«ولكن الذي يؤسف له حقّا هو أنّ هذا التراث ضاع أكثره، إذ جنت عليه الظروف الخارجية، من حروب وملاحقات، وأودى ببعضه الآخر الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي لم تساعد أهل العلم على الاستقرار النفسي لمتابعة المسيرة، بل إنّهم زهدوا في نشر هذا التراث وطبعه.

واقع التراث الإباضي في العصر الحاضر

أحسبُ أنّه من أسبق علماء الإباضية في العصر الحديث بنشر هذا التراث وإخراجه للناس، ما قام به الشيخ سليمان الباروني والمطبعة البارونية بمصر، وما طبعه الشيخ اطفيش من نفائس وذخائر. هذه المجوهرات أُخرجت من حيّز النسيان، تراثا قيّما ما زال بعضه إلى يومنا هذا في طبعته الحجرية، مثل قناطر الخيرات، والنيل، وشفاء العليل، ووفاء الضمانة، والدليل لأهل العقول، والأزهار الرياضية، وغيرها. كان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى.

وجاء بعد المطبعة البارونية المرحلة القيّمة التي قطعها الشيخُ أبو إسحاق اطفيش، الذي كان نفيه من قبَل الاستعمار الفرنسي إلى القاهرة خيرا وبركة، حيث أخرج هو الآخر ذخائر نفيسة من مؤلّفات قطب الأئمّة بطبعة أحسن وإخراج أجود، وإليه يعود الفضل في إخراج الأجزاء الأخيرة من شرح النيل، والذهب الخالص، وشامل الأصل والفرع، والوضع، وغيرها من المصادر والمراجع الهامّة في الفقه والتاريخ، وما نزال حتّى اليوم نتدارس بعض هذه الطباعات التي تعود إلى ثلاثينيات والأربعينيات.

وما من شكّ في أنّ التعاون الإسلامي بين أبي إسحاق إبراهيم اطفيش وبين صديقه الداعية الكبير محبّ الدين الخطيب، صاحب المطبعة السلفية، قد ساعد على إخراج الكثير من هذه الكنوز إخراجا جيدا، وكان لمجلّة المنهاج التي كانت تُطبع في هذه المطبعة دور الداعية، الذي كان همّه الأوّل وهاجسه الوحيد إيقاظ المسلمين إلى واقعهم المرير تحت وطأة الاحتلال الغربي، وما يهدّدهم من غزو فكري، وما يستخدم من وسائل إعلامية حاقدة، على رأسها الإرساليات التنصيرية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّها كانت (أي المنهاج) تعرِّف بالفكر الإسلامي وتراثه وحضارته، وتصحّح المفاهيم التي علقت بأذهان المسلمين من رواسب عصور التخلّف والانحطاط، وبما أنّ أبا إسحاق إباضي لم يأل جهدا في التعريف بهذا المذهب وتراثه الحضاري.».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.