موقع الشيخ طلاي

Menu

باريس انطباعات زائر – مصطفى إبراهيم طلاي

Sticky

                             الجلسة الواحدة والعشرون: 10 أكتوبر 2018م الموافق لـ: 1  صفر 1440هـ

إخواني السادة المحترمون، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا في هذه الجلسة لا تكون على كتاب مثل العادة؛ وقد قلتُ لكم في الجلسة الماضية: لقد اجتمع لديّ كثير من الكتب أو مقالات يمكن أن نكوِّن منه جلسة.

واليوم ستكون كلمة أو إطلالة من ابننا المحترم مصطفى، حيث كان في باريس لمدّة 10 أيّام، ولا بدّ أن يكون له ما يتحفنا به، وقد كان في بلد الجنّ والملائكة؛ فَلْيتقدّم مشكورا.

ولتكن هذه الجلسة إطلالة على بلد الجنّ والملائكة، فالأمر عندي سواء.

تلقيت دعوة من جمعية فرنسية تسمى: فوروم فرنسا الجزائر “forum France Algérie” للمشاركة في تظاهرة من تنظيمها تحت اسم: Algérie en Mouvement (الجزائر في حراك). وقد سبق لأعضاء من هذه الجمعية أن زاروا قصر “تفيلالت الجديدة”، حيث استقبلتهم وقدّمت لهم شروحا حول القصر وكيفية بنائه والعوامل المحيطة به. وقد أبدوا إعجابهم بالتجربة وبالقصر.

ثم اتصلوا بي بعد شهرين أو ثلاثة من زيارتهم، وعرضوا علي المشاركة في هذه التظاهرة.

وهذه التظاهر تنظم كل سنتين، وهذه السنة هي الطبعة الثالثة، وتهدف أساسا إلى تقديم الوجه الناصع للجزائر وتقريب هذا البلد للفرنسيين، حيث تركز على الجانب الغير حكومي إذ تشتمل التظاهرة على عدة ورشات أو محاور:

المحور الاقتصادي لمدة يوم كامل، حيث يتم عرض مبادرات رجال الأعمال الجزائريين الخواص في النهوض بالاقتصاد الجزائري.

المحور الفني، إذ تم تنظيم معرض من 6 إلى 22 سبتمبر للوحات والصور الفوتوغرافية بعنوان “Vu d’Alger”

المحور الأدبي: أمسية تم فيها الاستماع إلى بعض مسؤولي دور النشر، كما تم الاستماع إلى بعض الكتّاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية.

محور الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي: أمسية تم التطرق فيها إلى وسائل الاتصال الحديثة، وكيف ساهمت في تغيير المجتمع الجزائري، شارك فيها بعض المختصين.

محور السينما: أمسية عرض فيها أهم الأفلام التي شاركت في مسابقة نظمت بالمناسبة، وتم تكريم الفائزين بعد المناقشة.

محور مبادرات المجتمع المدني أمسية تم التطرق فيها إلى مبادرات ناجحة من المجتمع المدني. وقد شاركت في هذا المحور الذي سأتعرض له بالتفصيل.

الأمسية عقدت بقاعة الحفلات التابعة لبلدية المنطقة الرابعة 4eme Arrondissement، من الساعة السادسة مساءا إلى التاسعة ليلا. وكانت وقائع الأمسية كالتالي:

  1. كلمة ترحاب من طرف السيد أريال والي رئيس البلدية، ثم كلمة من طرف المنظمين وعلى رأسهم  السيد فريد ياكير رئيس جمعية فروم فرنسا الجزائر.
  2. ثم مداخلة للسيدة أني تكارلي من منظمة Touiza solidarité حول واقع المجتمع المدني بالجزائر، بالنظر إلى أنها عملت لمدة 10 سنوات بسفارة فرنسا بالجزائر مكلفة بالتعاون مع الجمعيات.
  3. عرض شريط “واش درنا”، هذا الشريط للسيد رضا توات، وهو صيدلي مذيع وناشط جمعوي، يرصد في هذا المسلسل مبادرات لأشخاص استطاعوا أن يصنعوا فرق في مجتمعهم. وهذا الشريط عبارة عن سلسلة تحقيقات معروضة على يوتيب. ثم مناقشة.
  4. عرض شريط “ياس لوكان” وهو للآنسة مليسا يامي، إذ قامت بمبادرة طافت فيها الجزائر مع ثلاث من أصدقائها، وقامت بتسجيل الكثير من المبادرات التي يقوم بها المجتمع الجزائري، وطبعا زارت غرداية وكان لقصر “تفيلالت الجديدة” مكانة هامة في شريطها، زيادة على عدة مناطق من الجزائر، ثم مناقشة بحضور جمعيتين تم ذكرهما في الشريط.
  5. عرض حول تجربة قصر “تفيلالت الجديدة” أبعادها الاجتماعية والثقافية والإيكولوجية، ثم مناقشة حيث تركت انطباعا حسنا لدى الحاضرين أبدوا إعجابهم، وتساءلوا عن إمكانية تكرار هذه التجربة في مكان آخر.

انطباعات:

  1. الحضور في التظاهرة كان مميزا، فقد حضرت أمسية المحور الأدبي وكانت القاعة مملوءة عن آخرها، بل هناك من بقي في الشارع كذا أمسية المجتمع المدني امتلأت القاعة عن آخرها وامتدت المناقشة حتى التاسع والنصف في الساحة أمام البلدية.
  2. غالبية الجزائريين الحاضرين من أصول قبائلية.
  3. الكثير معجب بالمجتمع الميزابي وتنظيمه، والكثير يرى أن النموذج الميزابي في توازنه هو المنقذ للجزائر عامة.
  4. سحرني عبق التاريخ في باريس فحيثما تذهب إلا والتاريخ حاضر ومجسد، المتاحف لا تعد ولا تحصى. والفن حاضر في كل زاوية وكل شارع.
  5. التنظيم المحكم بحيث أن السائح في باريس إن كان يحسن الفرنسية لن يضيع، فكل شيء مكتوب وواضح، عليك بالقراءة فقط.
  6. كل أجناس العالم تلتقي بباريس، يمكنك أن تجد جميع الجنسيات لكن مفتاح التواصل هو الإنجليزية.
  7. أعجبت أيما إعجاب بالمواصلات العامة بباريس بحيث لا تحتاج إلى سيارة. فبالإضافة إلى الميترو والقطار والباص المنظمة تنظيما محكما في شبكة متداخلة تصل كل أرجاء باريس، توجد الدراجات الكهربائية التي كان بودي لو جربتها.
  8. إجراءات الأمن جد صارمة في كل معالم باريس، مما يخلق في بعض الأحيان طوابير انتظار طويلة، اغتنمتها في التواصل مع جنسيات العالم.
  9. في باريس تدرك كم انخفضت قيمة الدينار الجزائري والمعيشة جد غالية إن حسبتها بالدينار.

من الأسئلة التي طرحت:

هل -من فضلكم- كانت بعض انتقادات في إطار المسيرة مع قصر تفيلالت الجديدة ؟ وما هي؟ الجواب: لم توجه انتقادات إنما تساؤلات، مثل: هل يمكن أن تعاد تجربة قصر “تفيلالت الجديدة” في مكان آخر؟ وكان الجواب: إن التجربة تستند أساسا إلى النظام الاجتماعي الميزابي الذي هو فريد من نوعه في العالم، وبالتالي لا يمكن إعادة التجربة بحذافيرها، لكن يمكن الاستناد إلى روح وفلسفة المشروع، وهو التعاون والتشاور مع المجتمع المدني في البناء واعتماد الطراز المعماري بما يوافق عاداته وتقاليده وقناعاته.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.