موقع الشيخ طلاي

Menu

الصبر – ثمار الأدب في حدائق العرب

Sticky

                              الجلسة التاسعة: 28 فيفري 2018م الموافق لـ: 12  جمادى (2) 1439هـ

أيّها السادة الكرام، عشّاق الثقافة والأدب؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إطلالتنا اليوم من كتاب ثمار الأدب من حدائق العرب، للأستاذ الأديب خيرون إبراهيم بن عيسى المحترم.

وقد وعدتكم في ا لجلسة الماشية بالرجوع إلى هذا الكتاب القيِّم، المتعدّد الجوانب في مواضيع أخرى.

والموضوع الذي اخترتُه في هذه الأمسية موضوع الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر، وخاصّة في هذه الأسابيع من الإضرابات في أعزِّ ما ينبغي أنْ نحافظ عليه، ونسيِّره بحكمة ورزانة، وهو التعليم والطبّ.

وقد بلغ السيل الزُّبَـى في الميدانين: ميدان التعليم والمعلّمين، وميدان التطبّب والأطبّاء؛ والشاعر الحكيم يقول:

اشتدِّي أزمةُ تنفرجي   قد آذَنَ لَيْلُكِ بالبَلَجِ

يقول صاحب الكتاب في ص 45:

يقول زهير بن أبي سلمى:

ثلاثٌ يَعِزُّ الصبرُ حين حلولها     ويَذْهَلُ عنها عقل كلِّ لبيبِ

خروج اضطرارٍ من بلادٍ يحبُّها     وفُرْقَةُ إخوانٍ وفَقْدُ حـــــبـيـــــــبِ

يحتاجُ الواحدُ منّا إلى الاعتصام بالصبر عند حلول النكبات، ليتأقلم مع الحياة بعد أنْ ضاقت عليه الأرض بما رَحُبَتْ.

فمن نِعَمِ الله على الإنسان أنْ أوجد له النسيان، وإلاّ كانت حياتُه أشبه بالجحيم الذي يَعْسُرُ النجاة منه. فمن الواجب أنْ يتناول مَنْ ضَجَرَ جُرْعاتٍ من الصبر، ويُكابدُ في صَدِّ النكباتِ؛ فهذا أسلمُ له ولقلبه الضعيف.

ولله درّ الإمام عليّ بن أبي طالب [كرّم الله وجهه] حين انتفض قائلا:

سأصبرُ حتّى يعجزَ الصبرُ عن صبري   وأصــــــبر حتّـى يأذن اللهُ فـي أمري

وأصــبرُ حتّـى يـعـلـم الصــــبرُ أنّـنـــــــــي   صبرتُ عــلــــى أمرٍ أَمَــرّ من الصبر

وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:

  • هل للصبر حدود كما يُقال؟ وما هي حدوده وضوابطه بارك الله فيكم؟
  • كيف نَغرسُ الصبر في نفوسنا، في حياة تلاطمت أمواجُها واحلولكت لياليها؟
  • قيل إنّ الصبر بالمصابرة، وقد دعا إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: )يَآ أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(.
  • الصبر مفتاح الفرج؛ نسأل الله أن نكون من الصابرين.

يُعدّ الصبر في كثير من عقبات الحياة الحلّ الوحيد؛ فإن لم يكن الحلّ الوحيد، فهو الحلّ الأمثل.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.