موقع الشيخ طلاي

Menu

الشيخ إبراهيم أبو إسحاق اطفيش

جلسة يوم  19/05/2010م الموافق ليوم 5 جمادى الثانية 1431هـ

الحمد لله حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحابته ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيّها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد اخترتُ أن يكون حديثي إليكم في هذه الحصّة عن الشخصية الكبيرة والعبقري الفذّ، المحتفل به أخيرا، العالِم العامل، كما وصفه الذين أقاموا هذه الذكرى “الجمعية الثقافية القطبية ببني يزقن”، و”جمعية الشيخ أبي إسحاق للتراث بغرداية”.

ولأجل أهميّة هذه الشخصية التاريخية؛ أقول التاريخية لأنّه لا يجود منها الزمان إلاّ نادرا. ورأيتُ أن نعقد وقفةً للتأمّل والتفكير في حياة هذا العالِم المجاهد.

لقد رأيتُ إخواني أن يكون حديثي -ولو كان مقتضبا- على ثلاث محطّات، لإبراز أهميّة ومكانة هذا الرجل الفذّ.

أوّلا: المحيط الذي عاش فيه وعاشره وكان فيه معظم نشاطه، النصف الأوّل من القرن العشرين من حيث التاريخ وحياته في القاهرة. ومصر في تلك العهود هي حاضنة الثقافة العربية الإسلامية وشعلة نهضتها، وقد قيل فيها: إنّها أمّ الدنيا وكنانة العروبة.

ثانيا: العباقرة الذين احتكّ بهم وعاشر من عاشرهم، من أمثال الشيخ محمّد عبده وجمال الدين الأفغاني والكواكبي، وهؤلاء هم الرعيل الأوّل الذين سبقوه؛ أو أمثال الزياّت وطه حسين والسيّد قطب والعقّاد وأحمد أمين وأضرابهم.

ثالثا: النضج الذي وصلت إليه النهضة الإسلامية العربية في مختلف مناحيها في النصف الأوّل من القرن العشرين، وخاصّة من الناحية الاجتماعية والناحية الأدبية.

ولقد مسّت عنايةُ الله الشيخَ فاختار النفي إلى مصر، فلو شاء الله لاختار موطنا آخر غير مصر فيخبو ويضيع، وتتسلّط عليه الأحداث كما قيل: «كالجمر يوضع في الرماد فيخمد»؛ أو ما قيل: «كيف يفلح مَن لا يرى مفلحا».

والعجيب في أمر الشيخ أنّه شخصية متعدّدة الجوانب، كلّ جانب من تلك الجوانب كان فيه طودا شامخا ورجلا فذّا يملأ مكانه؛

– فهو سياسي محنّك، وفي عهده ليس كلّ أحد يستطيع أن يخوض غمارها.

– وهو عالِم فقيه ومجتهد، بصير بالشريعة وأحكامها وحكمة التشريع.

– وهو أديب من أعلى طراز، يتملّك ناصية البيان.

– وهو صحفي خبير بمتاهات الصحافة ومزالقها، ويمتلك ناصيتها من الناحية الأدبية وغيرها.

أقول فيه ما قاله رسول الله r في شأن عمر بن الخطّاب t: «لم أر عبقريا يفري فريه».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.