أمنية ولا كالأمنيات
جلسة يوم 18/02/2009 الموافق ليوم 23 صفر 1430هـ
إخواني السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جلستنا هذه الليلة ستكون من التراث، من كتاب طبقات المشايخ بالمغرب للشيخ أبي العبّاس أحمد بن سعيد الدرجيني رحمه الله، وهذا الكتاب سنفرد له جلسات وجلسات بحول الله.
إنّما الذي جعلني ألتفت إليه الليلة من باب الشيء بالشيء يذكِّر، وذلك أنّه في مراجعتي لما سجّله الشيخ اطفيش رحمه الله في الدروس التفسيريّة التي نقوم بها بين صلاة المغرب والعشاء في المسجد، وقد جعلنا كتابه مختصر التفسير محور درسنا في المسجد.
يقول الشيخ في معرض التعليق على الآية الكريمة من سورة القلم: «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبـِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» (الآية: 36).
يقول الشيخ: «ومن أَحَبَّ المسلمين وصلّى وأمر ونهى خلص من الذنوب واستنار عقله، ويحزن الشيطان أربعين يومًا إذا رأى الألفة بين المسلمين، ومن أحبّ المسلمين نجا معهم من إبليس…».
إلى أن قال: «تَمَنَّتْ امرأة أن تكون مع مسلم تعمل ما يعمل وتعينه على الطاعة، وتَمَنَّتْ أخرى أن تكون مع عاص تأمره وتنهاه، فتحصل على أجر الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وتَمَنَّتْ الثالثة أن تعالج طعاما ساخنا لجماعة من المسلمين في يوم شديد البرودة وتبدل ثيابهم المبتلّة بالمطر، وتأويهم إلى أن يكفّ المطر والثلج».
ويشير الشيخ بهذا إلى قصّة منزو النفوسية مع زميلاتها، أوردها صاحب طبقات المشايخ بالمغرب، (ج2، ص124-126، الطبعة الثانية).
فقلت: لِم لا نجعل هذه القصّة قصّة الشابّات الصالحات الثلاثة التي أوردها مشايخ السيَر في كتبهم، وخاصّة قصّة هذه الثالثة فإليكم القصّة من كتاب الطبقات.
«…وقالت الثالثة: أتمنّى لو تزوّجني رجلٌ ذو غلظة وفظاظة فيُحمّلُني ما يعجز عنه مثلي، ويكلّفني من خدمته فوق طاقتي فأصبر على ذلك وأطيعه، فأنال بذلك خيرا، فيرحمني الله لفضل حسن التبعُّل، والصبر على الأذى. قيل: فقضى الله تعالى أمنية كلّ واحدة منهنّ».
منزو بنت باثْمانْ وأمنيتها المتعبة…(تفاصيل القصّة في الصفحات 125-126 من كتاب الطبقات المذكور).
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.