الشاري عمران بن حطّان رحمه الله
الجلسة الرابعة: 24 جانفي 2018م الموافق لـ: 6 جمادى (1) 1439هـ
أيّها السادة المحترمون، أيّها الإخوة الأعزّاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إطلالتنا في هذه العشيّة ستكون تَبَعًا للجلسة الثالثة في الأسبوع الماضي؛
عن الشاري عمران بن حطّان رحمه الله؛ وقد أُلقي عليه القبض، فأُحضر للقتل، وكيف جابه الحجّاج بن يوسف بلسان فصيح وقوّة بيان؛ فأطلق سراحه على رواية صاحب الشمقمقيّة.
ووعدتكم أنْ أنقل لكم من كتاب طبقات الدرجيني رواية المبرّد عن هذا الشاري العظيم عمران بن حطّان السدوسي. ورواية المبرّد أقرب إلى الصواب وإلى ما يقبله العقل.
يقول صاحب الطبقات في ج2، ص: 34:
«ومنهم عمران بن حطّان الشاري رحمه الله ورضي عنه، هو النهاية في الورع والصلاح، واطّراح الدنيا كلّ الاطّراح، لِما خصّه الله عزّ وجلّ من فنون العلم والنزاهة والحِلم وشهامة الجَنان، وفصاحة اللسان…
قال المبرّد: كان عمران رأس العقد وخطيبهم وشاعرهم، قال: وكان من حديثه أنّه لـمّا طرده الحجّاج كان ينتقل في القبائل، فكان إذا نزل في حيّ انتسب نسبًا يَقْرُبُ منه. وفي ذلك يقول:
نزلنا بنـي سـعــد بن زيـــــــــــــد * وفي عَكٍّ وعامر عـوْبَــثَــــانِ
وفي لَخْمٍ وفي أُددِ بن عَمْرٍ * وفي بَكر وحَيِّ بَني العِدانِ
…
وذكر غير واحد من أهل التواريخ أنّه لـمّا أوتي الحجّاج بعمران بن حطّان أسيرا، قال: يا حربي، أضرب عنق ابن الزانية. فقال له عمران: بئس ما أدّبك به أهلك يا حجّاج؛ أَبَعْدَ الموت منزلة أصانعك عليها؟ ما كان يؤمنك أنْ ألقاك بمثلها؟! فاستحيى الحجّاج؛ فأطلقه.
وذكر أنّ أصحابه اجتمعوا إليه فقالوا: إنّما أطلقك الله لِما رأى في رجوعك إلينا؛ هلمّ إلى محاربة الحجّاج؛ فقال: «هيهات غَلَّ يدًا مُطْلِقُها، واستَرَقَّ رقبةً مُعتقُها، والله لا أحاربه أبدًا». فجعل ينتقل في الأحياء مختفيا كما تقدّم».
ويقول أبو العبّاس الدرجيني في موضع آخر، في ص 34:
«ثمّ ارتحل حتّى أتى عُمان، فوجدهم يعظِّمون أمر أبي بلال ويُظهرونه، فأظهر أمره فيهم، فبلغ ذلك الحجّاج، فكتب إلى أهل عُمان فيه؛ فهرب عمران حتّى أتى قومًا من الأزد. فلم يزل فيهم حتّى مات رحمه الله [سنة 84هـ].
وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:
- يبدو أنّ عمران بن حطّان واجه أمرا في غاية الحرج؛ فأصحابه يطالبونه باستئناف محاربة الحجّاج بعد أن أطلق سراحه؛ وهو من جهته كبر عليه أن يحارب من عفا عنه ونجّاه من موت محقّق.
- هل له مواقف أخرى في مناسبات أخرى؟ وهل ترك آثارا شعريّة؟
- ما هي القيَم المستخلصة من هذه الشخصيّة؟
- ما دلالة كنيته “أبو سَمَّاكْ” ؟
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.