موقع الشيخ طلاي

Menu

العالمة الثائرة عائشة بن الشيخ عمر نوح

الجلسة السابعة: 15 فيفري 2017م الموافق ليوم: 18 جمادى الأولى 1438ه

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الأساتذة المحترمون، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية تكون عن امرأة صالحة عالمة نشأت في جوٍّ لا يوافق أعيانُه وسَراتُه على تثقيف المرأة أو تعليمها؛ فكانت ثائرة تشقّ طريقها بنفسها دون تريُّث أو تردّد.

الحديث ذو شجون، كما يقول المثل. فبعد أنْ تحدّثنا عن الشمعة الذهبية فاطمة بنت بالحاج بَنْكيحْ التي قدّمت نماذج في التضحية والإحسان، والقيام بما يتطلّبه مجتمعها من مواكبة التغيّر.

هناك امرأة أخرى تشبهها من ناحية التضحية والتعليم والوعظ والإرشاد. بدأت في ذلك بنفسها بواسطة أبيها، ثمّ بواسطة زوجها.

ذلك هي السيّدة نوح عائشة بنت الشيخ عمر بن سليمان.

كتب عنها الكثيرون بما يدعو المرأة المسلمة إلى عدم الانزواء، والاكتفاء بتربية الأولاد، والانحجار في البيت والاكتفاء بتلاوة الأوراد أو النوم والخمول.

يقول في “معجم أعلام الإباضية”، ص238:

عائشة بنت عمر بن سليمان نوح؛ امرأة من العالمات. أخذت العلم والدين عن والدها وعن قطب الأئمّة.

كانت منارة علم لأهل مليكة وعائلاتهم، وحتّى لأهل يسجن عندما استقرّت في بني يزقن. وكانت مفتية وصاحبة دروس في الوعظ والإرشاد

قال عنها أبو اليقظان في “ملحق السير”: لم توجد امرأة مثلها منذ زمانها إلى يومنا هذا؛ عمرت طويلا حتّى نيّفت على التسعين.

وأستطيع أنْ أحدّثكم عنها؛ فقد أدْركتُها عندما عادت إلى بني يزقن في دويرة صغيرة جدًّا، وهي خالتي من ناحية أبي.

ندخل إليها من حين لآخر عندما نخرج من المحضرة، فترحّب بنا وتعطينا قلما أو قلميْن. وهي قويّة الجسم، جهورة الصوت. وبيتها المتواضع يقع في أوّل النهج المعروف بنهج المسجد في الناحية الشرقية من النهج، مقابل ما كان يسمّى “أَغْزُو نِبَرْشا”.

رافقتْ زوجَها الشيخ اطفيش إلى البقاع المقدّسة 1303هـ/ 1886م. وكانت أوّل امرأة تخرج من مزاب لأداء فريضة الحجّ يوم أنْ كان السفر ممنوعا على المرأة المزابية.

وكانت نموذجا للنساء في الإشادة بذهابها إلى الحجّ في بيتٍ بالمزابية، عَلِقَ بذاكرتي عندما كنتُ صغيرا، وهو:  أَعِشَاكْ نْ عُمَرْ * أَعُمَرْ أُو سْليمَانْ

حِجَّةٌ مِكَّةٌ * تَحِجَّتْ تَبَزَّانْتْ

وبعد هذا الجهاد العظيم أمام الجهل والتخلّف، توفّاها اللهُ سنة 1938م؛ رحمها الله رحمة واسعة.

وفيما يلي بعض أسئلة الحاضرين في الجلسة:

  • لماذا كان منشؤها الأوّل في قصر مليكة؟
  • هل انخرطت في هيئة الغاسلات بالبلدة المعروف بهيئة “تِمْسِرِدِينْ”؟
  • كم من امرأة في البلدة من هذا النوع من فضلكم؟
  • هل تحدّث عنها زوجُها القطب أطفيش رحمه الله في أحد مؤلّفاته؟
  • هل تزوّجت رجلا غير القطب اطفيش؟
  • ماذا عن خزانة كتبها؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.