حوار حضاري بين تلميذة ومعلّمتها
الجلسة الثالثة: 18 جانفي 2017م الموافق ليوم: 19 ربيع الثاني 1438ه
أيّها السادة محبّي الكتاب، أيّها الأستاذة المحترمون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جلستنا في هذه الأمسية ستكون تابعة لجلستنا في الأسبوع الماضي، من كتاب “الشمعة الذهبية”، للأستاذ صالح تِرِشينْ المحترم.
إخواني، لقد عَزَّ عليَّ أنْ أطوي الحديث عن هذه الشمعة الذهبيّة الفريدة من نوعها؛
وقد قلتُ لكم إنّ هذه المرأة المناضلة والمقاومة ضربت الرقم القياسي في الإحسان إلى مجتمعها بشتّى صُوَرِ الإحسان والعمل البطولي.
ذلكم هي السيّدة فاطمة بنت بَلْحاجْ بَنْكيحْ، أرملة عمّنا ومربّينا الشيخ بَبانو الكبير رحمهما الله تعالى، وأسبل عليهما شآبيب رحماته.
قلتُ لكم، إخواني، عَزَّ عليّ أنْ أطوي هذا الكتاب إلى موضوع أو كتاب آخر. ولا أطيل عليكم، لأنّ لنا وقفة أخرى مع حصاد السنة الثامنة من جلساتنا.
الموضوع الذي اخترتُه؛ حوارها وموقفها مع رجال ونساء التنصير؛ خاصّة وقد عاشرتْهم كثيرًا، وتخرّجت من مدرستهم، ومارستْ النشاط معهم.
يقول في الكتاب، صفحة 15:
كانت فاطمة قد قامت بِعهدّة تربّصات مختلفة المدى عند “الأخوات البيض” في نهاية الخمسينيات؛ سألتها “ماري تِيرِيزْ” (Marie Thérèse) عن آمالها في هذه الحياة، وعن الأهداف التي ترجو الوصول إليها، فقالت:
- أريدُ أنْ أكون عضوا صالحا، نافعا في المجتمع، لا أريد أنْ أكون عالة أو عضوا مستهلكا فقط، أريد أنْ أكون تلك الشمعة التي تحترق لتنير البشريّة في ظلمات الجهل والفقر…والأمراض.
- أَنْعِمْ بها من أهداف، إنّها بالتمام نفس الأهداف التي نصبو إليها… فلماذا لا تنضمّين إلينا؟
- كيف ذلك؟
- تتبنَّيْن منهجنا في الحياة.
- معناه…
- نَعَمْ يا فاطمة، وستعيشين حياة سعيدة مطمئنّة، إلى جانب السعادة الأبديّة في الدار الآخرة، كما هو في دينكم.
- أشكركِ جزيل الشكر، أستاذتي الفاضلة على هذا العَرْض، لكن رضعتُ من أسلافي -رحمهم الله- منهجا قويما، يجمع بين أهدافكم الإنسانية الساميّة، وبين أخلاق ومبادئ أخرى…؛ فالمسيح -عليه السلام- جاء برسالة شريفة… فهو الذي بشّر بقدوم رسولنا الأعظم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن به، بل أمر باتّباعه.
- لكن يمكن الجمع بين الحسنييْن.
- نعم… إنّني آمنتُ برسولكم عيسى -عليه السلام- فَلِمَ لا تؤمنين برسولنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-؟
- آه، أظنُّ أنّه قد حان وقتُ الدرس التطبيقي، هو التوليد…؛ فلْنبدأ على الفور!
وفيما يلي بعض آراء وأسئلة الحاضرين:
- في موقف هذه التلميذة وحوارها مع معلّمتها ما يدعونا إلى طرح السؤال التالي: كيف لتلميذة في مقتبل عمرها تناقش بمستوى رفيع مثل هذا؟
- جميل لو تعمّقنا في قراءة شخصيّة هذه المرأة المناضلة، ودراسة الأسباب التي جعلت منها هذا النموذج الذي ينبغي أنْ يكون مثالا للاحتذاء.
- ما رأيكم -شيخنا- في التعامل مع مركز الوثائق الصحراوية للآباء البيض، والذي يقع مقرّه بمدينة غرداية؛ علمًا بأنّه للمركز مكتبة ثريّة ووثائق هامّة، تُعنى بشؤون الصحراء الجزائريّة عامّة، وبمنطقة مزاب خاصّة؟
وعن السؤال الأخير، أجاب الشيخ طلاّي بما يلي: «رأيي الشخصي: لا توجد فائدة من دراسة هذه الوثائق، وربّما نجد مضرّة في ذلك».
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.