موقع الشيخ طلاي

Menu

الشمعة الذهبية -أ صالح ترشين

الجلسة الثانية: 11 جانفي 2017م الموافق ليوم: 11 ربيع الثاني 1438ه

أيّها السادة الأعزّاء، إخواني، أبنائي في المكتبة الثقافية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكرّر لكم ولنا التهنئة والدعوات الصالحة بمناسبة حلول السنة السميّة الجديدة؛ أعادها الله علينا وعليكم وعلى الشعب الجزائري الأبِيِّ وعلى المسلمين كافّة بالأمن، والخير، والسلامة.

لعلّ من المصادفات الحسنة أنْ تكون بداية السنة التاسعة كُتيّب صعير وهامّ عن امرأة ضربت الرقم القياسي في الإحسان في مختلف أطوار حياتها، وبشتّى أنواع الإحسان، تقبَّل الله منها، وجعلها ضمن مَنْ قال الله فيهم: )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(.

تلكم هي المرحومة فاطمة بنت بالحاج بَنْكيحْ.

والإطلالة فقرات من كتاب “سلسلة الأسفار الذهبيّة”، للأستاذ الأديب الملتزم صالح بن الحاج عمر تِرِشينْ، بعنوان: الشمعة الذهبيّة.

إخواني، اسمحوا لي أقدّم لكم موجزًا عن نشاطها وحويتها، حتّى لا أحدّثكم عن مجهول.

وُلدت المرحومة فاطمة بنت بَلْحاج بَنْكيحْ سنة 1946، وتوفّيت عام 2004.

يقول الأستاذ الأديب الحاج صالح تِرِشينْ في صفيحة 98 ما يلي:

دراستها وتكوينها:

درستْ القرآن عند الشيخ الحاج محمّد عبد العزيز، وأكملتْه عند الحاج محمّد بابانو الذي كان وكيلها.a

تعلّمت نصيبا من الفقه والحديث على يد رئيسة العزّبات، السيّدة دوّاق عائشة بنت محمّد.

دخلت المدرسة اللائكيّة لتتعلّم اللغة الفرنسيّة. وهي تتقنها نطقا وكتابة، ممّا أهّلها إلى مستوى الباكالوريا. تابعت دروسا مسائيّة في اللغة الإنجليزية بثانوية الفيلالي (غرداية)، إلاّ أنّها لم تستطع المواصلة لبُعد المسافة.

تكوّنت في ميدان الشِّبْه الطبّي عند الأخوات البيض.

واصلت الدراسة عن طريق المراسلة في العلوم الطبيّة، الصناعات التقليديّة والخياطة والأشغال اليدوية، وكان هذا خلال السنوات: 1969 إلى 1980. بالإضافة إلى هواية المطالعة؛ فكانت تطالع الكتب التي تُناسب اختصاصها.

عملها ونشاطها:

قامت بالتدريس في بيتها اللغتين: العربية والفرنسية. وكذلك علّمت مئات الفتيات الخياطة والأشغال اليدوية. أمّا في الميدان الشِّبه الطبّي، فقامت بتوليد حوالي 100 امرأة، بالإضافة إلى إعطاء الحقن للنساء المريضات في بيوتهنّ.

قامت بتنشيط وإحياء الحفلات الدينية، كالمولد النبوي الشريف، وعاشوراء، وكذلك الأعراس…

انخرطت ضمن الهلال الأحمر الجزائري فرع بني يزقن، في عهد رئيسها الحاج إسماعيل زرقون، للقيام بالنشاطات الخاصّة بهذه المنظّمة.

مُنَسِّقة بمكاتب الانتخابات.

عضوة في الاتّحاد النسوي الجزائري منذ سنة 1969 التابع لجبهة التحرير الوطني؛ فكانت تنشط مع رئيسة الاتّحاد الوطني السيّدة العوفي فطيمة…

عملت كمتطوّعة في إحصاء المعوزّين في سنة 1995م.

عُيِّنت كمنسّقة مع البلدية ضمن الشبكة الاجتماعيّة.

ساهمت بفعالية في تأسيس الفرع النسوي التابع لجمعيّة المعوّقين لبني يزقن…

هذه هي بعض النشاطات، والخدمات الكثيفة التي قدّمتها السيّدة المكافحة بنكيحْ فاطمة في سبيل المجتمع…»

وفيما يلي بعض انشغالات وأسئلة الحاضرين:

  • ما الدافع لعيشها في المنيعة الفترة الأولى من عمرها؟ وكيف اكتسبت تلك الخصال القويّة؟ ألسنا في حاجة لمثل هذه الأمثلة من النسوة؟
  • هل تطرّق الكاتب إلى معاناة هذه المكافحة في المجتمع ممّن لا يرغب في التفتّح من المرأة خاصّة؟
  • لماذا -إذن- نعيب على فتياتنا الخروج والتعامل مع المجتمع الكبير، كالجامعة والبلدية وغيرهما؟
  • أليس حريٌّ بأنْ تُدرّس سيرة مثل هذه الشخصيّة في مدارسنا، للاحتذاء؟
  • أليس زواجها من الشيخ ببانو نوع من التزكية لها على نضالها على مختلف الأصعدة؟
  • أصبحت هذه المرأة نموذجا، لكن واقع المرأة عندنا بعامّة لا يشجّع مثل هذه الأنشطة؛ فما رؤية المجتمع وبرنامجها تجاه المرأة، حتّى لا يُترك الحبل على الغارب في مثل مسألة حسّاسة كهذه؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.