جلسة يوم  22/06/2011م الموافق ليوم 20 رجب 1432هـ

أيّها الإخوة الكرام، أيّها الحضور، السادة الأساتذة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا هذه الأمسية ستكون في كتاب، بل كتيّب صدر أخيرا، أهداه إليّ مؤلّفه مشكورا الأستاذ الحاج سعيد يوسف؛ عنوانه: الهُوية المزابية، أهمّ عناصرها وتشكّلها عبر التاريخ.

الكتاب غالبه محاضرات أو كلمات ألقاها في مناسبات عن تاريخ المنطقة، وما يمتاز به المزابيون، كما اعتبر ذلك هوية لهم.

يقول في معرض حديثه عن موطن بني مزاب، صحيفة 11: «انتشر الأمازيغ في شمال إفريقيا، من واحدة سيوَه بمصر شرقا إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي غربا، ومن شواطئ البحر الأبيض المتوسّط شمالا إلى الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى على ضفاف وادي النيجر.

وعندما دحرت كتامةُ وصنهاجةُ زْناتَهْ إلى الغرب، التجأ بنو واسين إلى الصحراء بين مُلْوِيَة شرق المغرب الأقصى والزاب ناحية بسكرة.

وعندها، استقرّ بنو مزاب ببلاد الشبكة المعروفة لدينا باسم أَغْلاَنْ، مع بني إخوته: عبد الواد وتُجِينْ وزَرْدالْ، وذلك في القرن الثاني للهجرة حسب الشيخ أبي إسحاق إبراهيم اطفيش.

إذن، فإنّ بني مزاب استوطنوا بلاد الشبكة منذ ثلاثة عشر قرنا، وليس كما يُروَّجُ جهلا، بأنّ فترة وجودهم بها عشرة قرون.

صحيح أنّ مدينة العطف تَاجْنِينْتْ أُسّست قبل عشرة قرون وهي أقدم المدن المزابية الباقية إلى الآن، ولكن سبقت تاجْنِينْتْ ثلاثة قرون مَلَك فيها بنو مزاب الشبكة واتّخذوها وطنهم، وعمروها وأنشؤوا فيها قراهم الأولى على ضفاف وادي مزاب وروافده، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ، أَوْلَوَالْ، أُخيرَهْ، أَغَرْمْ نْوَدَّايْ، تْمَزَّارْتْ، مُومُّو، تِرِشينْ، أَقْنُونَّايْ، تْلاَتْ موسَى.

ثمّ نجد الشيخ مبارك الميلي ينقل عن ابن خلدون (1332-1406م) قوله: «وقصور مزاب سكّانها لهذا العهد [القرن الرابع عشر الميلادي] شعوب بني بادين، من بني عبد الواد وبني تُوجينْ ومصاب وبني زردال، فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مختصّة بمزاب.».