الكتاب والمكتبات – يحي بن عيسى بوراس
بسم الله الرحمان الرحيم
حمدا لك اللهم على أن جعلت العلم وطلبه قربة من أجلِّ القربات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة سيدنا محمد. القائل: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» صلى الله عليه وعلى آله ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
وبعد يعد الاهتمام بالكتاب والمكتبات من السمات الرئيسية للمجتمعات الراقية. ويعتبر ذلك الاهتمام من المقاييس التي يحكم من خلالها على ما بلغه مجتمع من التمدن والتقدم.
ولكون الإسلام دين العلم والمعرفة، فقد اعتنى المسلمون بإنشاء المكتبات العامة والخاصة وراجت صناعة الكتاب في حواضر الأقطار الإسلامية منذ الفترات المبكرة، بعد أن ألَّفوا الدواوين وترجموا كتب العلم التي كانت للإمم السابقة.
ولم يتخلَّف بلاد المغرب عن سلوك ذلك المنحنى الحضاري الذي كان بالمشرق الإسلامي. فقد شهدت حواضره كالقيروان وتيهرت وفاس ومراكش وبجاية وتلمسان وغيرها احتفاء بالكتاب والمكتبات. وامتد ذلك الاهتمام إلى أقاصي البلاد، في مناطق صحراوية بعضها موغل في الفقر، كقصور وادي أريغ وورجلان وتوات ووادي ميزاب وغيرها. ولا تزال خزائن المخطوطات النفيسة والقيمة في قصور ميزاب، تشهد على ما بذله العلماء وطلبة العلم -رحمهم الله- من الجهود الكبيرة عبر الأجيال، لإشاعة نور العلم وإزاحة ظلمة الجهل عن مجتمعهم.
وتأتي المكتبة الثقافية امتدادا طبيعيا لذلك الإرث الثقافي العريق، وجوهرة يزدان بها جبين الحياة الفكرية والثقافية لبلدتنا بني يزقن. نسأل الله أن ينفع بهذه المكتبة وغيرها من مكتبات البلدة، وأن يثقل بهذا العمل الجليل ميزان حسنات شيخنا وأستاذنا الشيخ إبراهيم محمد طلاي، غنه ولي ذلك والقادر عليه.
جعلنا الله ممن هداهم إلى صراطه المستقيم، وختم لهم بالحسنى، وحشرهم في زمرة أوليائه يوم الدين وصى الله على سيدنا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.
يحي بن عيسى بوراس
Categories: ضيف الموقع
Sorry, comments are closed for this item.