أنواع الجمال – الأستاذ محمد الصالح الصديق
الجلسة الثانية عشرة: 26/03/2014م الموافق ليوم: 24 جمادى الأولى 1435هـ
أيّها السادة الكرام، إنّنا نعيش أيام ضغط وابتلاء ممّا نعانيه من العقول الملتوية عندنا وعند أصحاب الفتنة من الأعراب المتعصّبين الضاربين حول قرانا، بعد أن كنّا نعيش معهم في وئام ومصالحة فيما يوجبه الجوار من احترام بعضنا بعضًا، ومن تقدير للمصلحة العليا لهذا الوطن العزيز داخليا وخارجيا.
أيّها السادة، اخترتُ أن يكون حديثي إليكم بعيدًا عن هذه الضغوطات والفتن الغريبة والهوجاء.
اخترتُ مقالا أدبيا للشاعر الأستاذ محمّد الصالح الصدّيق، في عمود له خاصّ بمجلّة البصائر بتاريخ: 10-16 مارس 2014، بعنوان: ما قلّ ودلّ.
يقول الأستاذ الأديب، وببعض التصرف:
ألوان الجمال
سألني شاعر اعتاد زيارتي في منزلي عن الألوان التي أحبّها، فقلت له: أحبّ لون البياض، لأنّه يمثّل الصفاء والنقاوة، وفيه قال الشاعر العربي “المؤمل بن إميل”:
شهد المؤمِّلُ يومَ يلقى ربّه أنَّ البياضَ طِرازُ كلّ جمال
والبياض جمال في النساء على شرط أن لا يكون شديدا، وإلاّ كان عيبا في المرأة، وهو أشدّ ما يكون جمالا إذا خالطته حمرة أو صفرة. قال أبو الفرج الأصفهاني في كتاب “النساء”: يمازج البياض لونان يزيدانه حسنا: الحمرة والصفرة.
وأحبُّ لون السمرة، وهو في المرأة جمال، وإن كان عليّ بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- يكرهه؛ فقد قيل عنه: «من تزوّج امرأة سمراء ثمّ طلّقها فعليّ مهرها». والذين أحبّوا السمرة وتغنّوا بها فكثيرون.
أمّا لون السواد فلا أؤثره في المرأة، وأنظر إليه في حبّ واشتياق وهو في العين والقلب والشعر، ولكن هناك من يحبّ السواد ويعشقه، ويراه في المرأة جمالا فتّانا، فأرهف أذنيك واستمع إلى ابن شهيق وهو يقول:
دعا بك الحسن فاستجـيبـي يا مسكُ في صبغة وطيب
تيهي على البيض واستطيلي تـيـهَ شـبـاب عـلـى مشـيب
…
وأخيرا صدق من قال: وللناس فيما يعشقون مذاهب.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.