موقع الشيخ طلاي

Menu

موسم المقابر -تِنُوبَاوِينْ

الجلسة الثامنة: 26/02/2014م الموافق ليوم 26 ربيع الثاني 1435هـ

أيّها السادة الكرام، إخواني محبّي الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنّني في هذه الأمسية سأحدّثكم بحول الله تعالى عن التجمّع الخيري لتلاوة القرآن، وتوزيع الصدقات، المعروف عندنا بموسم المقابر “تِنوباوينْ”.

أحدّثكم عن التجمّع الخيري لمقبرة الشيخ حمّو بن يوسف الذي كان حيّا في سنة 807هـ/ 1405م، وذلك بمناسبة ما سنقوم به -بحول الله- يوم الجمعة المقبل.

أيّها السادة، لعلمكم إنّ التجمّعات الخيرية عندنا في بني يزقن لتلاوة القرآن وجمع الصدقات عشر تجمّعات:

ثمانية منها متتابعة تأخذ نهارًا كاملا في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع، واثنتان تكون في عشية يوم الجمعة في أواخر الربيع وأوائل الصيف.

إخواني، التجمّع الخيري في مقبرة الشيخ حمو بن يوسف وغيرها يكون بعد صلاة الفجر إلى استكمال طلوع الشمس.

يتوافد القرّاء إلى مصلّى المقبرة، وهو عبارة عن ساحة مجصّصة ومحيطة بحائط ضخم في عرض متر في وسط المقبرة، وتُقدّر بنحو 250م2.

يتوافد الناس، وخاصّة القرّاء إلى هذه الساحة لتلاوة القرآن وقبول الصدقات وتوزيعها.

ولا يخفى عليكم ما في هذين الأمْرين من الأجر العظيم، وَرَدَ ذلك في عدّة أحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ أقتصر على حديث منها:

حديث مستفيض عن أبي هريرة يقول عليه الصلاة والسلام: «لا حسد إلاّ في اثنتين (أي لا يُغبط إلاّ اثنان)؛ رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل آتاه الله مالا فسلّطه على هلكته في الحقّ».

وعن عائشة رضي الله عنها، عنه عليه الصلاة والسلام قال: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة (أي الملائكة) الكرام البررة».

أيّها السادة، يجلس المتوافدون على مجموعتين: مجموعة النصف الأوّل منه في الناحية الغربية من الساحة يتصدّرها العزّابة، وهم الذين يتولّون جمع الصدقات، ومجموعة النصف الثاني منه في الناحية الشرقية، يتصدّرها الفقهاء الثلاثة من العزّابة لتعليم القرآن.

أمّا الصغار فيجلسون في الناحية القبلية يرتّلون السوَر القصار، وينتظرون الانضمام إلى المجموعة الثانية لفقهاء العزّابة متى يصلون إلى حيث وصلوا في تلقّي القرآن في المحضرة.

وتمرّ نحو ساعة فتشرع العزّابة في النصف الأوّل من القرآن في جمع التمر وتقسيمه، ثمّ الخبز، ثمّ الطعام واللحم.

وقبل الشروع في هذا العمل، تقوم جماعة من الفلاّحين نحو ثلاثة أو أربعة أشخاص لجلب الماء العذب من منطقة الشعبة في الواحة.

وتستمرّ التلاوة وتوزيع الصدقات على الترتيب إلى وقت أذان الظهر نحو الواحدة؛ فينصرف المؤذّن، ثمّ بعد قليل يتبعه الإمام في المسجد العتيق، وليس لنا إلاّ مسجد واحد في تلك العهود (أي في الأربعينات من القرن الماضي)، ثمّ الفقهاء والعامّة.

وبعد الاستراحة في الديار وصلاة الظهر، يعود الجميع إلى الساحة ويصلّون العصر فيها جماعة، ويتجمّع الحاضرون في صفوف لجمع الصدقات وتناول العَشاء.

وقبيل المغرب، يعود كلّ واحد إلى منزله مثقَلا بالصدقات التي أُعطيت له. وتجود ربّات البيوت بشيء ممّا أُتِيَ لهنّ صِلةً وصدقةً راجين بركة تلاوة القرآن عليها. والأجر والثواب من تلك الصدقات يصل الجميع.

وربّما يكفي ذلك لسكّان المدينة مدّة يومين أو ثلاثة.

والملاحظ أنّ الصدقات لا تكون إلاّ من إحدى الأنواع الأربعة: التمر والخبز والطعام واللحم.

والسلام عليكم أوّلا وأخيرا.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.