نور الدين بكروح وشطحاته
الجلسة الثالثة: 28جانفي2015م الموافق ليوم: 8ربيع الثاني1436هـ
أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الأساتذة محبّي الثقافة والحديث الممتع، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لديّ عدّة كتب أريد أن أطلعكم على شيء منها وعلى بعض المواضيع فيها.
وكان الموضوع الذي رأيتُ من الحكمة أن لا أرجئه إلى حصّة أخرى، موضوع أدرجه الكاتب الوطني الأستاذ عبد الحميد عبدوس في جريدة “البصائر”، وهو من كُتَّاب مجلّة البصائر الممتازين، بتاريخ 29 صفر/ 28 ديسمبر 2014، العدد 735.
بعنوان: ماذا وراء تطاول نور الدين بوكروح على الإسلام؛ أذكر لكم فقرات منه.
ولولا مكانة هذا الكاتب السياسية في الجزائر الجريحة سابقا بمثل هؤلاء الكتّاب لقلتُ أنّه من جملة الذين يهرفون بما لا يعرفون، ويخوضون فيما يعلمون وما لا يعلمون، وما أكثر هؤلاء المتطاولون على الإسلام والمسلمين.
وقد قال تعالى: «وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ. إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسْؤولاَ».
يقول الأستاذ:
«يتميّز مقال الكاتب نور الدين بوكروح على امتداد حلقاته المنشورة في جريدة “لُصْوارْ دالْجيري (Le soir d’Algérie) بجرأة غريبة على العلماء (علماء الدين طبعا). فقد كتب بلا حرج ولا تحفّظ أنّ العلماء والشيوخ هم سبب تأخّر الإسلام، وأنّ الخطر على الإسلام يأتي من جهل العلماء ووحشية فئة من أشباه الناس، ظهرت بأعداد قليلة ولكنّها منتشرة في كلّ مكان. ويؤكّد أنّ العلماء ليسوا هم من سيصلحون الإسلام، لأنّ تكوينهم وثقافتهم ومصالحهم الماديّة مرتبطة ببقاء النموذج التقليدي للإسلام !
ولا يكتفي بوكروح بإطلاق العنان لقلمه في التطاول على العلماء والحطّ من شأنهم، ولكنّه يتمادى حتّى في سوء الأدب مع الله تعالى، إذ يقول في ما ترجمته: «إنّ الله لا يمكنه أن يفضّل 15% من خلقه (المسلمين) ويحكم على البقية من عباده بدخول النار» !.
ويتساءل المرؤ عمّا إذا كان الكاتب نور الدين بوكروح الذي يحرص على افتتاح حلقات مقاله بالأحاديث الشريفة والآيات القرآنية، يجهل معنى قول الله تعالى في الآية 23 من سورة الأنبياء «لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ». وقوله تعالى في الآية 16 من سورة البروج «فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ». وقوله عزّ وجلّ: «وَمَنْ يَّبْتَغِ غَيْرَ الاِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُّقْبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الاخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ» (آل عمران: 85). وقوله تبارك وتعالى في الآية 284 من سورة البقرة «فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَّشآءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَّشَآءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
أليس هذا الادّعاء السخيف بالشكّ في قدرة الله تعالى وعدله هو جهل أو طعن في أساسيات العقيدة الإسلامية التي تقوم على الإيمان بأنّ الله هو ربّ كلّ شيء ومليكه، مطلق التصرّف في ملكه، مطلق العدل، مطلق الإرادة، لا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه. فكيف يدّعي الكاتب نور الدين بوكروح أنّه هو المؤهَّل لإصلاح الإسلام، بل لإعادة القرآن إلى موضعه، كما تلقّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتمّ تغيير ترتيبه بعد جمعه في مصحف في زمن الخليفة عثمان بن عفّان رضي الله عنه.».
ثمّ ما الهدف من الدعوة إلى إعادة ترتيب سوَر القرآن الكريم في هذه الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي؟ وكأنّي به يقول: أنا مكتشف سرّ غفل عنه جهابذة العلم عبر القرون الخوالي.
أوليس في هذه الدعوة ما يزيد للمسلمين تفكّكا وانشطارا نحن في غنى عنه في هذا الزمن بالخصوص.
أليس في هذا العبث نية سوء مبيَّتة؛ فليقل صراحة أنّ السوَر الأولى في ترتيب المصحف لا تروق له، وأنّها تزعجه لِما فيها من الضوابط والأحكام الشرعيّة والسلوك الإنساني النظيف، والقرآن كلّه كذلك.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.