موقع الشيخ طلاي

Menu

محمد إقبال

الجلسة الرابعة:4فيفري2015م الموافق ليوم: 15ربيع الثاني1436هـ

أيّها السادة المحترمون، أيّها الأحبّة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية المباركة ستكون إطلالة مقتبسة من كتاب قيِّم هامّ، بعنوان: روائع إقبال، تأليف السيّد أبي الحسن عليّ الحسني الندوي، الطبعة الأولى 2015.

ومن يذكر باكستان ولا يقفز إلى ذهنه الشاعر الباكستاني العظيم محمّد إقبال.

فهو أبو الباكستانيين الأشاوس، وحاديهم وموجّههم في جهودهم الوطنية وغيرتهم على الإسلام والمسلمين.

فهو بمثابة الشاعر الهندي الهندوسي طاغور بالنسبة للهنود.

ويقول في مقدّمة الكتاب:

إنّ أعظم ما حملني على الإعجاب بشعر محمّد إقبال هو الطموح، والحبّ، والإيمان.

وقد تجلّى هذا الثالوث الجميل في شعره وفي رسالته “الإسلام والوطنية”.

لكتاب جميل ورائع جدّا، وربّما سنعود إليه مرّة أو مرّات في ندوتنا هذه المتواضعة، المنزوية في أعماق الصحراء بحول الله تعالى وتوفيقه.

توفّي هذا الشاعر العظيم في 21أفريل1938م، وقد وُلد سنة 1877م في كشمير الجريحة.

التحق بجامعة كامبريدج، وأخذ شهادة عالية في الفلسفة وعلم الاقتصاد، ثمّ سافر إلى ألمانيا وأخذ من جامعة ميونيخ الدكتوراه في الفلسفة، واشتغل بالمحاماة فترة، وكان عضوا بارزا وشاعرا حاديًّا في جمعيّة “حماية الإسلام”.

وهو صاحب النشيد الوطني لباكستان “أنشودة المسلم”.

وتحقّقت آماله الوطنية الإسلامية باستقلال باكستان والانفصال عن الهند سنة 1947م بعد وفاة صاحب فكرتها بنحو عشر سنين.

إخواني السادة النجباء، لم يكن قصدي الترجمة لهذا الشاعر الكبير، بل ما هو إلاّ نتف عن حياته؛ إنّما قصدي أن أنقل إليكم نصّا جميلا هادفا عن الجامعيين والدكاترة يعيب عليهم ضعفهم العقدي ورخاوة أفكارهم وتذبذبها من جرّاء ما يُخطّط للجامعات الإسلامية في البلدان الإسلاميّة التي تسير في ركاب الغرب وتوجيهاتهم.

وممّا خاطب به المربّين المعلّمين في البلدان الإسلامية:

»حيّا الله شبيبتك، يا مربّي الجيل الجديد ! ألق عليهم درس التواضع وهضْم النفس، مع الاعتزاز بالنفس والاعتداد بالشخصية.

علّمهم كيف يشقّون الصخور ويَدكُّون الجبال، فإنّ الغرب لم يعلّمهم إلاّ صنع الزجاج…فانظر كيف تعيد الثقة إلى نفوسهم، وتحارب الفوضى الفكريّة».

ويقول أيضا:

«إنّ مقاعدك أيّها الشباب المسلم إفرنجية، وزرابيك إيرانية، وإنّي أكاد أبكي دما إذ رأيتك في هذا الترف والبذخ.

لا خير فيك ولو أصبحتَ ملك الدنيا، إذا كنت متجرّدا من قوّة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، واستغناء سليمان عليه السلام».

«إنّ المدرسة تحرّر العقل بلا شكّ، ولكنّها تترك الأفكار بغير نظام وارتباط».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.