جلسة يوم  20/10/2010م الموافق ليوم 12 ذي القعدة 1431هـ

أيّها السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله تعالى.

في حصّتنا هذه نتطرّق إلى الحديث باختصار إلى دهاء معاوية وسياسته الخرقاء التي سلك بها كلّ الطرق، لأجل أن يبقى هو وابنه وأسرته في حكم المسلمين.

لماذا كلّ هذا ؟ الأحسن لنا أن نقول تلك دماء طهّر الله منها سيوفنا فالسكوت خير من الخوض فيها.

وملاحظة لابدّ من ذكرها. في سنة 40هـ وقع تصالح على المصالح بين معاوية والحسن بن عليّ بعد تلك الأنهر من الدماء التي وقعت بين المسلمين وآلاف من الرؤوس التي أطيحت.

كان الأولى من معاوية أن يأخذ الأمر باليسر والرفق كما قال عليه السلام لعائشة رضي الله عنها وقد ركبت بعيرا صعب الانقياد: «يا عائشة ارفقي، فإنّ الرفق لم يكن في شيء قطّ إلاّ زانه، ولا نُزع من شيء قطّ إلاّ شانه»، ولكنّه لم يفعل، واستعان هو وابنه يزيد بأشخاص دمويين، يأخذون البريء بالمذنب من أمثال زياد بن أبيه وابنه عبيد الله والحجّاج لإقامة سلطانه.

وإليكم أيّها الحضور كلمات في سياسة معاوية هذا، التي ربّما هي السبب في ظهور الغلوّ في الدين من الخوارج وغيرهم.

النصّ من كتاب مدرسي لوزارة المعارف السورية، تأليف رفيق المهايني، طُبع طبعة ثالثة مختصرة ومنقّحة سنة 1951م.

يقول عن السياسة الداخلية لمعاوية في الصحيفة 3 وما بعدها:

«تولّى معاوية أمر الأمّة وهي على ثلاثة أقسام: بني أمية من أهل الشام ومن غيرهم في سائر الأقطار الإسلامية. والقسم الثاني شيعة عليّ بن أبي طالب وهم الذين كانوا يحبّونه ويرون أنّه أحقّ بالأمر من معاوية وغيره، وأنّ أعقابه أحقّ بولاية أمر المسلمين من غيرهم، ومعظم هؤلاء من الشيعة كانوا يسكنون بلاد العراق وقليل منهم بمصر. والقسم الثالث الخوارج، وهم أعداء الفريقين…

فكان على معاوية أن يسوس هذه الأحزاب المختلفة ويخضع الثائر منها لسلطته، فاتّبع سياسة الحزم وولّى الأنصار رجالا عُرفوا بالدهاء والمقدرة…».

وعن وفاة معاوية ووصيته لابنه يزيد يقول في صحيفة 12:

«مرض معاوية بدمشق وكان ابنه غائبا عنها، فأحضر الضحّاك بن قيس ومسلم بن عقبة المري، وأدّى إليهما وصيته المشهورة ليزيد والتي قال فيها:

يا بنيّ إنّي قد كفيتك الشدّ والترحال، ووطأت لك الأمور، وذلّلت لك الأعداء، وأخضعت لك رقاب العرب…فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك، وأكرم من قدِم عل