كيف نتخلص من القلق؟
الجلسة الثالثة والثلاثون : 21 ديسمبر 2016م الموافق ليوم: 22 ربيع الأوّل 1438هـ
كيف نتخلّص من القلق ؟
أيّها السادة الأساتذة، إخواني أبنائي محبّي الثقافة والحديث الهادف، السلام عليكم ورحمة الله.
في هذه الأمسية المباركة أحدّثكم أو أقتبس مقالا من مجلّة “الحياة”، العدد العشرون، الصادرة عن معهد الحياة.
المقال عبارة عن خطبة ليوم جمعة، للأستاذ نور الدين بن محمّد قُرِّي، بعنوان: نصائح للتخلّص من القلق.
ومَنْ يَسْلَم من القلق مع الأحداث والظروف التي نسمع أو نشاهدها في التلفزة.
يقول صاحب المقال:
أيّها الإخوة المؤمنون شاع القلق في ديار الكفر، فهذا أمر واضح ومتوقَّع، لأنّ قلوبهم خاوية، وآمالهم مقصورة على دنياهم؛ فما بال الكثير منّا نحن المسلمين صِرْنا نشكو من هذا الداء؟
وقد قال الله تعالى: )وَمَنَ اَعْرَضَ عَن ذِكْري فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىا(.
أيّها الإخوة المؤمنون إنّ القلق -فعلا- داءٌ أرهق المرضى وأعيى ذويهم، غير أنّ الانفلات من قبضته ممكن لمن تتبّع الخطوات التالية.
ويسترسل في ذكر الخطوات الثلاثة عشر، وأذكر لكم الثانية عشر والأخيرة.
ثاني عشر: أنْ يعيش المرء في حدود يومه، دون تكدير اليوم بهموم الأمس التي انقضت وانتهت، أو تعكيره بهواجس الغد، التي قد لا تقع. والعيش في حدود اليوم يتّسق -كما قال الإمام محمّد الغزالي- مع قول رسول الله r: «مَنْ أصبح آمنا في سِرْبِه، مُعافًى في بدنه، له قوتُ يومه، كأنّما حيزَتْ له الدنيا بحذافيرها».
ثالث عشر: التأمُّل في جمال الطبيعة وما أوْدع فيها من أسرار ومفاتن تنشرح له الصدور، وفي هذا يقول الشاعر:
أَيُّها المشتكي وما بِكَ داءٌ كيف تغدو إذا غدوتَ عليلا
إنَّ شرَّ النفوس نفسُ يؤوسٍ يتمنّى قبل الرحيل رحيلا
ويرى الشوكَ في الورود ويعمى أنْ يرى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسُه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أيّها المشتكي وما بك داء كُنْ جميلا ترى الوجود جميلا
اللهمّ إنّا نعوذ بك من الهمّ والحزن، ونعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجُبن والبخل، ونعوذ بك من غَلَبَةِ الديْن وقهر الرجال.
اللهمّ إنّا نسألك نفوسا مطمئنّة، ترْضى بقضائك، وتقنع بعطائك، وتؤمن بلقائك، وتصبر على بلائك، يا أرحم الراحمين…
وفيما يلي بعض الآراء والأسئلة التي أُثيرت في الجلسة:
- من أساليب معالجة القلق تغيير البيئة المولِّدة للقلق، وممارسة الرياضة، واجتناب الجلوس إلى القلقين وذوي المزاج السوداوي.
- البحث عن مولِّدات الضحك والبهجة والمرح ممّا يدفع القلق ويزيحه عن النفس.
- القناعة مفتاح الفرج ووقاية من القلق.
- منهم مَن يقول إنّ الاستحمام بالماء البارد يقوّي المناعة ويزيل القلق.
- هل تذكرون -شيخنا- طرقا قديمة كان السلَف رحمهم الله يمارسونها لإبعاد القلق؟
- عدم التفكير في الغد ربّما عُدَّ من أسباب إبعاد القلق، لكن كيف التخطيط للمستقبل إذا لم نفكّر فيه؟
- في رباعيات الخيام شعر قريب ممّا ورد في نصّ المقال، وهو:
لا تشغل البال بماض الزمان * ولا بآت العيش قبل الأوان.
وقال شاعر: ما مضى فات والمؤمَّل غيبٌ * ولك الساعةُ التي أنتَ فيها.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.