موقع الشيخ طلاي

Menu

المولد النبوي الشريف في يسجن

 الجلسة الثانية والثلاثون : 14 ديسمبر 2016م الموافق ليوم: 14 ربيع الأوّل 1438هـ

أطفالنا يحتفلون بالمولد وأثر ذلك في نفوسهم

أيّها السادة الأجلاّء، أيّها الأساتذة النبلاء، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إنّنا في الأيام الأولى من الاحتفال بمولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقد احتفلنا به أيّ احتفال في ليلة الاثنين الماضي.

وحديثي إليكم في هذه الجلسة أريد أن ألفت أنظاركم الكريمة إلى ما فضَّل الله به أهل بني يزقن بطريقة احتفالهم بمولد رسول الله، وفق نظام لا أرى تقوم به هيئة العزّابة في قرى الوادي، وربّما حتّى في غير هذا الوادي.

ذلكم هو إشراك أبنائهم الصغار في الاحتفال بالمولد، بالقيام بعمل -بواسطة آبائهم لا محالة- بالتطوّع بنصيب من الزيت في قناديلهم الصغيرة، لإضاءة المسجد لمدّة سنة. وهذا عمل جميل وهامٌّ، سيبقى أثره في نفوسهم الصغيرة.

والحقّ أنّ الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر قدوم آبائهم ونشاط أسرهم ليلة المولد؛ فبمجرّد صلاة المغرب تنطلق وفود الصغار مع آبائهم بقناديلهم الزيتية للمشاركة في إضاءة المسجد لكامل السنة.

تصعد الأفواج إلى المسجد وهم يردّدون الصلاة والسلام على رسول الله بالإشادة بميلاده.

وبعد إفراغ تلك القناديل الصغيرة في مِرْجَلٍ بجانب المسجد، تعود تلك الأفواج من الصغار وهم في أبّهة وفرح، تردّدُ حناجرهم: اللهمّ صلّ وسلّم على النبيء محمّد.index

الفوج الصاعد على اليمين، والفوج الراجع على اليسار.

لاحظوا حتّى عمليّة المرور في الطريق يتعلّمونها ويوجَّهون إليها.

ربّما الحفل يبدو لنا شيئا عاديا، لأنّنا أَلِفناه منذ أوّل القرن الماضي، ولكن عند التأمّل لا يبدو عاديا.

وهذا جزء صغير من احتفال أهل القرية، بل أقول احتفال أطفال القرية. وللكبار والآباء عملهم كذلك طول هذه الليلة.

ولا تتعجّبوا منّي إن قلت لكم إنّ هؤلاء الأطفال، بطريقة توجيهنا إيّاهم إلى القيام بعمل اجتماعي إسلامي، سيكون له أثرا في نفوسهم من حُبِّ الرسول وحبِّ المسجد، وتعظيم رسالة الإسلام إلى غير ذلك من الآثار النفسانيّة.

وعلماء النفس يقولون إنّ الصغير في السبْع السنين الأولى يتطبّع بما يُرَبَّى عليه ويُدَرَّب.

وأذكر لكم حكاية في الموضوع ذكرها القَلْقَشَنْدي في موسوعته “صُبح الأعشى”؛ أنَّ طفلا مسيحيًّا يسمع مؤذِّنًا حسن الصوت جميل الأداء، فأعجبه ذلك وكان كلّما يسمع أذانه يفتح النافذة ويُشَنِّفُ أُذْنيْه بذلك الأذان الجميل.

فخاف عليه أبوه أن يؤثّر ذلك المؤذّنُ في الطفل؛ فربّما يَجُرُّهُ ذلك إلى الإسلام.

فتتبَّع المؤذّنين في البلدة، فوجد مؤذّنا خَشِنَ الصوت يُسِيءُ الأداءَ، ولا يُحْسِنُ الترتيل الجيّد؛ فأخذ طفله إليه، وقال له ما يقوله هذا المؤذّن هو نفس ما تسمعه في حيِّنا، فلا تغترّ يا بنيّ بذلك المؤذّن وبما يقول.


وفيما يلي بعض الآراء والأسئلة التي أُثيرت في الجلسة:

  • تلك الزيت كان مُحتاجا إليها في القديم؛ فما مصيرها حاليا بعد أنْ أنعم الله علينا بالكهرباء؟
  • بعض الناس -وهم قلّة- يرى في الاحتفال مخالفة للسنّة بسبب الإسراف وبعض التجاوزات؛ فما قول الشيخ لإقناع هؤلاء؟
  • منذ متى تمّ إقرار هذا الاحتفال بهذه الطريقة؟ وهل للقرى المزابية الأخرى احتفال مماثل؟ ومتى تمّت الإصلاحات في توزيع المراجل الزيتيّة على أحياء البلدة؟
  • قيل إنّ الزيت تموِّل المسجد لنصف سنة؛ فكيف الأمر للنصف الثاني من السنة؟
  • عند أهل تاجْنينْتْ طريقة قريبة من طريقة أهل بني يزقن في الاحتفال بحمل القناديل الزيتيّة.
  • ما مصير المصابيح الزيتيّة التي كانت تضيء المسجد قبل أنْ تـحُلَّ الكهرباء محلّها؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.