فضل الفرس والعجم في كتاب “الطبقات”
الجلسة الأولى: 4 جانفي 2017م الموافق ليوم: 5 ربيع الثاني 1438هـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أساتذتي الفضلاء، إخواني الكرام، محبّي مجالسة الكتاب، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
شيخنا الجليل في سفر، رافقته السلامة ذهابا وإيّابا، اخترت لإطلالة افتتاح السنة الميلادية الجديدة، أعادها الله تعالى علينا باليُمن والأمان والخير والبركة.
يقول الشيخ أبو العبّاس أحمد بن سعيد الدرجيني في الجزء 1 من كتاب “طبقان المشايخ بالمغرب”:
«ذكر فضائل الفرس من العجم:
بلغنا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى: ]يَآأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ مَنْ يَّرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِه فَسَوْفَ يَاتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ,…[(سورة المائدة:54) أشار إلى سلمان الفارسي وكان جالسا بين يديه قال: «لعلهم أن يكونوا من رهط هذا». ومن طريق آخر أنَّ النبيء صلى الله عليه وسلم قال: «لو تعلَّق العلم بالثريا لنالته الفرس»، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: ]سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ اولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ[(سورة الفتح:16) … وقال بعضهم: هم فارس.
[كانوا يقاتلون ليقيموا دين الله]
وبلغنا أنَّ رجلا من ذرِّية أبي بكر الصديق t عن بعض الخلفاء أنَّه قال: «يا أهل مكة ويا أهل المدينة أوصيكم بالله وبالبربر خيرا فإنّهم سيأتونكم بدين الله من المغرب بعد أن تضيعوه، هم الذين ذكرهم الله في كتابه بقوله : {يَآ أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ مَنْ يَّرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَاتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ, أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُومِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآَئِمٍ ذَالِكَ فَضْلُ اللهِ يُوتِيهِ مَن يَّشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(سورة المائدة:54) لا ينظرون في حسب امرئ غير طاعة الله». قال البكري: فمن حين وقعت الفتنة إنَّما نقاتل نحن العرب على الدينار والدرهم وأما البربر فإنَّهم يقاتلون على دين الله ليقيموه.
[إن فعلنا بهم مثل ما فعلوا بنا نكون متساوين في الذنب]
وبلغنا أنَّ أبا الخطاب لما هزمهم أحسن فيهم السيرة وأمر أصحابه أن لا يتبعوا مدبرا، ولا يجهزوا على جريح فقال رجل من لواتة من عسكر أبي الخطاب يقال له خالد: أنأكل من أموالهم كما يأكلون أموالنا ويعتقدون أنَّها غنيمة أحلَّت لهم؟، فقال أبو الخطاب رحمه الله: إن فعلنا كما فعلوا فحق على الله أن يرفضنا ويدخلنا معهم جهنم فنكون كما قال الله تعالى: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتُ امَّةٌ لَعَنَتُ اخْتَهَا}(سورة الأعراف:37)».
الداعي لكم بالخير: المنير عبد الحميد بن سعدون
Categories: ضيف الموقع, ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.