سؤال فقهي
جلسة يوم 21/10/2009م الموافق ليوم 3 ذو القعدة 1430هـ
أيّها السادة الأساتذة، أيّها السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طاب ممشاكم وطابت أمسيتكم.
إنّني في هذه الأمسية سيكون حديثي إليكم لا دردشة أو إطلالة على كتاب، بل سيكون في موضوع هامٍّ ورد فيه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثناء ودعوة بالخير والفلاح.
فقد ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «من يرد الله به خيرا فقّهه في الدين».
يعني حديثُنا سيكون في موضوع فقهي؟
ربّما تتعجّبون منّي لِمَ اخترتُ الحديث عن موضوع فقهي في هذه الحصّة، وقد ذكرتُ لكم في الجلسات الأولى من أحاديثنا أنّني أعزب وأتحاشى الأحاديث الفقهية إلاّ ما هو من الواجب طرحه، والحديثُ فيه من باب «إذا انتشرت البدع في أمّتي فعلى العالم أن ينشر علمه» وإلاّ أُلجم بلجام من نار، أعاذنا الله وإياكم منها، وجعلنا من أهل الجنّة ونعيمها، آمين.
الموضوع عشرة أسئلة وُجِّهت إليّ من طرف بعض المتعلّمين، استرشادية عن قضايا فقهية تدخل تحت العادة وما اعتدنا عمله، يطلبُ منّي معتمدنا في ذلك وما جرت به العادة في مساجدنا.
وإليكم إخواني هذه الأسئلة والإجابة عنها باختصار وإيجاز.
1. السؤال عن وصية الأقربين هل تُعطى للأقربين بالسوية ؟
ما جرى به العمل في بني يزقن تُعطى مثل الميراث للذكر مثل حظّ الأنثيين.
2. هل تُقرأ السورة في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر ؟
لا يُقرأ في صلاة السرّ إلاّ الفاتحة قاعدة عامّة، وصلاة الظهر والعصر من صلاة السرّ، فلا يُقرأ فيهما إلاّ الفاتحة.
وللشيخ عليّ يحي معمّر رحمه الله بحث مهمّ في هذا الموضوع، وكذلك للشيخ الفاضل الخليلي مفتي السلطنة له جواب مُفحم لمن يشترط قراءة السورة مع الفاتحة في الأوليين من الظهر والعصر.
3. ما هي سنن الرواتب ؟
وَرَد في الأثر من السنّة صلاة أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان قبل العصر. ولا يُصلّى بعد العصر ولا قبل المغرب. أمّا المغرب فركعتان بعدها وهي ركعتيْ المؤكّدة. وبعد العِشاء صلاة الشفع ركعتان أو أكثر قبل الوتر. وقبل الفجر هي سنّة الفجر المؤكّدة قبلها، ولا يُصلّى بعد الفجر حتّى تشرق الشمس.
4. هل النافلة التي تصلّى رباعية تُقرأ فيها السورة ؟
إن نوى بها الاحتياط لصلاة الفرض الرباعية كالعشاء أو الظهر أو العصر فليأت بها على صورة صلاة الفرض؛
أمّا إن نوى بها نافلة فقط فهو مخيّر يقرأ معها السورة أو يتركها، أو يقرأ في بعض ويترك في بعض. والمستحسن في النافلة أن تكون ركعتين ركعتين.
5. هل يجوز اشتراط الضمان في شركة المضاربة، المال من شخص والعمل من شخص آخر ؟ الأصل في شركة المضاربة أو ما يسمّى باللهجة المحليّة «أقِرَاض» أن لا يضمن العامل رأس مال صاحبه إلاّ إذا ثبت بالحجّة أنّه قد ضيّع ذلك المال، وتصرّف تصرّفا مخالفا للاتّفاق الذي بينهما.
وفي وقتنا هذا حيث استشرى بين الناس قلّة الثقة والتلاعب بالمتّفق عليه، يفتي بعضُ المشايخ بجواز اشتراط الضمان وردّ الخسارة، إلاّ فيما ثبت فيه أنّ الخسارة كانت من الكوارث الطبيعية، وذلك لأنّ أرباب الأموال أحجموا عن مدّ أموالهم وإعطائها بدون ضمان لها.
6. هل يجوز أخذ عامل من شخص أو شركة وتحريضه على ترك العمل والانتقال إلى العمل معه ؟
إذا لم يفعل ذلك صراحة بل من باب الإشارة والنصح بالنظر لمصلحته، أو يقول له: يمكن أن تجد عند الآخرين ما هو أكثر، فلا أرى مانعًا. وأمّا أن يفعل ذلك صراحة: اِنتقلْ إليّ وأعطيك كذا..، فإنّي أخاف أن يشمله نهيُه عليه السلام، أن يخطب إنسان على خطبة أخيه، أو يبيع على بيع أخيه.
7. كيف يُقوَّم زكاة الحليّ الذي يُلبس لإخراج الزكاة ؟
اتّفق علماء الإباضية على وجوب الزكاة في الذهب الذي يُستعمل للزينة «الحليّ». وممّا اعتُمد عليه في ذلك الحديث التالي:
وعن عائشة قالت: دخلتُ على رسول الله r فرأى في يديّ فتَخات من وَرِق، فقال: «ما هذا يا عائشة ؟» فقلتُ: صنعتهنّ أتزيّنُ لك يا رسول الله، قال: «أَتُؤَدِّينَ زكاتَهُنَّ ؟» قلتُ: لا، أو ما شاء الله. قال: «(هو) حَسْبُكِ من النار». (رواه أبو داود، كتاب الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحليّ، ر1565، 2/95).
أمّا القيمة التي يقوَّم بها، فقد حثّ المشايخ على الرفق وعدم التمسّك بسعر السوق، نظرًا لأوضاع النسوة عندنا، واختلافِ الأمّة في وجوب زكاة الحليّ.
8. هل الصلاة الرباعية تُقرأ السورة في كلّ ركعاتها مع الفاتحة ؟
حسبما أعلم لم يقل أحدٌ من الأئمّة أنْ تُقرأَ السورة مع الفاتحة في الركعتين الأخيرتين من صلاة الرباعية.
9. هل خلف الصلاة الرباعية تكون تسليمة واحدة ؟
الجواب عن هذا السؤال حسبما فهمتُ هو نفس الجواب عن السؤال الثالث؛ إن نوى احتياطًا لتلك الصلاة المفروضة فليأت بها على شكلها، وإن نوى نافلة فقط فله أن يصلّي ركعتين ركعتين وهو الأولى، أو أربعًا أربعًا بتسليم واحد.
10.كم من ركعة في قيام رمضان ؟ وما مستند من يقوم بـ 8 سنّة رسول الله r، و8 أخرى سنّة أبي بكر t، و8 سنّة عمر t ؟
يوجد خلاف بين أئمّة المذاهب الإسلامية في عدد ركعات قيام رمضان منذ عهد التابعين، وكاد أن يُجمع عليه في عهدنا -عهد التخفيف والاشتغال بالدنيا- على ثماني ركعات بعد ثلاث سنّتيْ الشفع والوتر، المجموع إحدى عشر 11.
وإنّي أنقلُ لك فقرة من كتاب الذهب الخالص للشيخ اطفيش رحمه الله، ففيه الكفاية؛ يقول رحمه الله: «قيامُ رمضان سنّة مرغّب فيها لا مؤكّدة، وهو ثمان ركعات، زاد أبو بكر ثمانيا وعمر أخرى.
وروي أنّه كان يصلّي u عشرين ركعة في بيته، ولذلك ينبغي أن يُصلّى بثلاثة أئمّة، وإن لم يكن إلاّ رجلان صلّى أحدهما ستّ عشرة والآخر ثمانيا، كما [يجوز] أن يقصر على ثمان أو ستّ عشرة.
وهو عندنا أربع وعشرين، أو عشرون عند الحنفية والشافعية، واستحبّه مالك بستّ وثلاثين، وبعضٌ بأربعين، والوتر زائد على ذلك كلّه» (انتهى، ص202).
11.هل صلاة العيد سنّة ؟
أجيبك من كتاب الذهب الخالص أيضا للشيخ اطفيش رحمه الله:
قال: سُنَّ بتأكيد ركعتان في العيد، ومنزلة تاركها (أي صلاة العيد) خسيسة. ومن السنّة أن تكون بالجماعة، وهي مؤكّدة في حقّ كلّ واحد أو فرض كفاية قولان. انتهى.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.