موقع الشيخ طلاي

Menu

حديث رفع القرآن

نص جواب الشيخ عن سؤال ورده حول حديث رفع القرآن :

بعد التحيّة وردّ السلام، بعثتِ رسالة مضمونها السؤال عمّا سمعتِ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «سيُرفع العدل والحياء والبركة والقرآن».

تسألين هلْ هذا حديث ؟ ما إسناده ؟ وهل هو ضعيف أو حسن ؟ وما نصّه ؟

الجواب

يُقال عن أمور وأخلاق نبيلة أشاعها الإسلام في المجتمع المسلم، ودعا إليها الرسول عليه السلام القائل: «إنّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارم الأخلاق»، وقد قال الله له: (وَإِنَّكَ لَعَلىا خُلُقٍ عَظِيمٍ).

كما يُشاع أنّ هذه الأخلاق النبيلة ستُرفع في آخر الزمان عند فساد الناس وتغيّر القلوب والإعراض عن الآخرة.

والمراد يرفعها الله -والله أعلم- زوال الأسباب الموجبة والداعية إلى تلك الأخلاق النبيلة، لأنّ الله تعالى ربط الأسباب بالمسبّبات، فالحياء مثلاً لا يحصل ممّن هو مجرّد من أسباب ومسبّبات الحياء: الوقاحة والجرأة، احتقار الغير وعدم الخوف أن يراه الناس مسيئا فإذا انتشرت هذه المسبّبات فطبيعيًّا يفرّ الحياء أو ينكمش من ذلك المجتمع، وهكذا قل في بقيّة الأخلاق من العدل، والبركة، والعلم؛ والقرآن يُرفع يعني لا يُعتني به الناسُ لا حفظًا ولا فهمًا ولا تدبّرًا.

ومن المتصوّفة من يقول إنّها تُرفع أي تؤخذ فعلا من أيدي الناس، والله أعلم.

وفيما يلي أنقل لك ما ظَفِرْتُ به من مثل هذا الحديث أو الأثر في كتاب “جامع الشمل في حديث خير الرسل”، للشيخ اطفيش رحمه الله (ج2، رقم 350) :«إنّ من أشراط الساعة أن يُرفع العِلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشرب الخمر…» الخ الحديث.

وقال: رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أَنَس، وقال عنه: حديث حسن صحيح.

وقال في نفس الكتاب (رقم: 369):

«إنّ بين يديْ الساعة لَأَيامًا ينزل فيها الجهل (أي الجهل بأحكام الشريعة)، ويرفع فيها العِلمُ، ويكثر الهَرَجُ» (أي القتل).

وفي جامع الترمذي، (ج6 ، رقم 2270) :

«لا تقوم الساعة حتّى يُرفع القرآن والركن، أي الحجر الأسود»؛ وقال: رواه الشجري عن ابن عمر، وضعَّفَه.

أمّا كونها صحيحة أو ضعيفة فلا يَهُمّ كثيرًا، لأنّ هذه الأحاديث من باب التذكير والوعظ، لا يتعلّق بها حكم من أحكام الشريعة.

والقصد منها تنبيه الناس وعدم الانسياق مع الفساد والمفسدين، والتنبيه إلى قلّة الصالحين والثقاة، وقد قيل: «لا تقوم الساعة إلاّ على دين أبي جهل»، والله أعلم.

بني يزقن: ليلة الخميس 10/03/2010م

Categories:   المقالات و دروس الوعظ

Comments

Sorry, comments are closed for this item.