موقع الشيخ طلاي

Menu

تونس بعد الثورة – الأستاذ ابن سعدون المنير

الجلسة الخامسة عشر: 11/04/2012م الموافق ليوم 19 جمادى الأولى 1433هـ

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين  والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

شيخنا الفاضل المحترم، إخوتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

إطلالتنا هذه الأمسية ستكون، بحول الله وقوّته، حول رحلة برّية إلى جزيرة جِرْبَة والعاصمة تونس، في عطلة الربيع المدرسية، مارس 2012م.

فتح الله لنا فرصة مباركة لزيارة الأصحاب بجربة برًا في سيارة سياحية، من وارجلان ثمّ وادي سوف عبر البوابة الجزائرية: طالب العربي، تقابلها البوابة التونسية حَزْوَة، بينهما حوالي أربعة كيلومترات، صلّينا الظهر والعصر في مسجد حزوة، مسجد قيّم، بميضأة مهيأة بأحدية وضوء وأواني، نظيفة، وهو حال كل المساجد والمرافق العمومية بالقطر التونسي، ثمّ اتجهنا صوب مدينة توزر جنوبا، مررنا بالمدن التالية:

–       نفطة بلدة نخيل وواحة خضراء ومساكن متواضعة شأنها شأن المدن الصحراوية.

–        مدينة قْبَلِّي: وسط أشجار النخيل الباسقات ذات الطلع النضيد، وكأنّنا في واحة مزاب، جوها جميل في وقت الغروب.

–       تِلْمين: دشرة فلاحية، ثمّ صلاتي المغرب والعشاء بـمسجد رضوان بجانب مدرسة ابتدائية، عند خروجنا نحو مدينة قابس صادفنا فرقة درك نقطة مراقبة ليلية، تفقدوا الجوازات ثمّ ودّعونا بالسلام والتحية.

–       قابس: أين تعشّينا كسكسي بالزعفران، ثمّ واصلنا الطريق إلى جربة (90 كلم) عبر مدينة مارث، أين عرّجنا يساراً إلى جربة، بعد حوالي 50 كلم وجدنا نقطة مراقبة، ثمّ ركبنا العَبَّارة – البطَّاحة- بعد انتظار طويل، لأنّه الليل، وحركة البطاحات تنقص في الليل، وصلنا أَجِيمْ، بلدة الشيخ عمي سعيد بن علي الخيري الجربي، رحمه الله، ومنها إلى حومة السوق، على بعد 20 كلم، نزلنا في فندق العروسة، محترم وقيّم يليق بالعائلات.

–       وصف جربة: جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، يحيط بها الماء من كلّ مكان، جنوب شرق القطر التونسي، تابعة إدارياً لمحافظة مَدْنِينْ، يبلغ طول سواحلها 125 كلم، جوّها بحري معتدل، قال عنها المبشر الألماني إيفلد، الذي زارها في أوت 1835م: ” ولا يفوت المرء عند احتكاكه بالجرّابة أنّهم يمتازون بسلوك مهذّب إلى أقصى حدّ، وآداب لائقة ولطيفة…نجد أهل جربة يتسمون بلباقة وحسن معاملة…ولم يسبق بتاتا أن اعترضني مسلمون ألطف من أهل جربة، ومن المستحيل أن يوجد في أيّ مكان آخر مسلمون يفوتونهم استقامة ودماثة أخلاق “، وهو عين ما شاهدنا عليه.

–       بها حومات: حومة السوق وهي أنشط المناطق، حومة سدويكش، حومة أجيم، قلالة أكبرها وأعمرها، الحشان، الريّاض وهي منطقة لليهود بها منطقة نشاطات حرفية: الحدادة والنجارة وغيرها.

–       زيارتنا: متحف قلالة، للعادات والتقاليد لجنوب تونس وجربة: وهو مبنى على الطراز المحلي، واسع، يحوي مرافق عدّة، تزخر بالتراث المحلّي من: الألبسة والمنسوجات كالبسكري وغيره، وعادات العرس، والطقوس الفلكلورية، ومشهد منفرد للختان عند اليهود في جربة، وطريقة الصيد البحري للإسفنج والأسماك، ومعصرة الزيتون، ومشهد لاستخراج المعادن والجير الدي يعتمد عليه كثيرا في البناء والطلي، ودرس الشعير الذي يزرع في الجزيرة، وقد عاد الجربيون إلى زراعته هذا الموسم، كما شاهدناه.

–       زيارة: غار مجماج، حومة مجماج، بجانبه جامع بكل مرافقه، غار تحت الأرض مستطيل الشكل، عند نزوله نجد فضاءان عن يمين وشمال، درج ضيقة قدر مرور رجل واحد، ألّف فيه المشايخ ديوان الأشياخ في الفقه والأصول.

–       المكتبة البارونية: بحي ديس، للعائلة البارونية لصاحبها يوسف الباروني، وقيّمها الآن ابنه سعيد، الذي استقبلنا ورحّب بنا، المكتبة خاصة، لا تفتح للعموم، بنيّت سنة 1966م، سلّمت له كتاب تيسير التفسير الكامل، هدية من فضيلة شيخنا إبراهيم محمد طلاي، فرح بها كثيرا، وأوصاني بالسلام عليه وشكر مسعاه.

–       كما كانت لنا فرصة الصلاة وحضور دروس: في مسجد جامع مدراجن، وجامع تلاكين بسدويكش، ومسجد تاجديت ومسجد أبي مسور وجامع الشيخ.

–       كما زرنا مكاتب: مكتبة بقلالة، وأخرى بأجيم، تبيع كتبا إباضية، مطبوعة في تونس وفي عُمان، ذكرت لنا قيّمة المكتبة مجيبة عن سؤال حول المقروئية، ” أنّه الآن أصبحت تزداد يوما بعد يوم، وكثير من الزبائن يختارون الكتب كهدية، ما لم يكن ذلك معهودا من قبل”.

–       بعد جربة قصدنا العاصمة تونس، عبر القيروان أين توقفنا عند مسجده التاريخي: جامع عقبة بن نافع.

–       صلّينا الجمعة في جامع الهنتاتي، واستمعنا لدرس الشيخ الجعبيري، ” وتمتد مسيرة الشيخ زمانا من العمل الطويل والدؤوب، ولا يزال يواصل المسيرة، في هذا الجامع المعمور جامع الهنتاتي، جاهدا أن تكون البيئة الإسلامية عامة والإباضية خاصة، خير خلف لخير سلف، حفظه الله ووفّقه لما يحبّ ويرضى “.

–               علّقت لافتات، في معظم المساجد، لدروس وتربصات في التجويد وحفظ القرآن والوعظ، للرجال والنساء؛ وكان لنا حظ حضور درس للدكتور راشد الغنوشي، في مسجد بحي باب الخضرة، بين المغرب والعشاء، حضره عدد غفير من المصلّين، غصّ بهم المسجد، عنوانه: مفهوم الحرية في الإسلام؛ تطرّق فيه إلى مقاصد الشريعة الإسلامية من خلال الكلّيات الخمس في الإسلام: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال؛ ففصّلها وزاد كلّية الحريّة والعدالة، وأثنى على الشاطبي وابن عاشور؛ فخاطب الجمهور بما يفهمون، بنبرة تشبه نبرة الشيخ القرضاوي، وكان يحاور من حين لآخر، المستمعين أمامه بهدوء ويسألهم فيجيبونه متفاعلين معه باهتمام ووقار، في جوّ يسوده الإجلال والهدوء والسكينة رغم العدد الهائل من المستمعين.

–               وممّا أذكره أنّه قال: لا يعيش الإنسان بدون دين. لا بدّ من العمل والمثابرة والتضحية في سبيل رفع تونس، بمحاربة البطالة وزيادة فترة العمل من الثامنة إلى الخامسة. وحثّ على تزويج الشباب وتشكيل جمعيات لهذا الهدف. الاقتصاد في المعيشة، ومثّل بالاستهلاك المفرط للمشروبات عامة. الامتناع عمّا يضر الجسم والمال من المخدرات والمسكرات وشدّد على التدخين.

–       الانطباع العام عن تونس:

–       مكتباتها عامرة في العاصمة، مع وجود كتب إباضية مطبوعة هناك، اهتمام التونسيين كبير عن تاريخهم القديم والمعاصر، فقد ألّفت عدّة عناوين عن فترة ما بعد الثورة بكلّ جرأة.

عودة السّمت الإسلامي إلى الشوارع، رجالا ونساء: الخمار والحجاب والبرقع، لكن بشكل غير فظيع.

مع اعتناءهم بالمساجد وخدمتها، بما يصلح حال السائح.

Categories:   ضيف الموقع, ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.