جلسة يوم  19/10/2011م الموافق ليوم 21 ذو القعدة 1432هـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا في هذه الأمسية ستكون من كتاب هامّ للشيخ قطب الأئمّة الحاج امحمّد بن يوسف اطفيش رحمه الله في موضوع “الخيال الوعظي” إن صحّ هذا التعبير، كما يقال في عهدنا “الخيال العلمي”.

وقلتُ الخيال الوعظي، لأنّه عبارة عن حكايات خيالية، الهدف منها الوعظ والتذكير للمؤمن، ودعوة إلى حسن التصرّف والالتجاء إلى الله، والرجوع إليه عندما تشتدّ الأزمات؛ فإليه لا إلى غيره يرجِع الأمر كلّه، بيده ملكوت كلّ شيء.

الكتاب عنوانه: تحفة الحبّ في أصل الطبّ، والحِبّ بكسر الحاء هو الحبيب المخلص.

والكتاب متوسّط الحجم، طُبع طباعة حجرية، وقد نشطت همّة بعض شبابنا من أبناء العطف إلى تحقيقه والتعليق عليه، إلاّ أنّه لا زال في الخطوات الأولى من هذا العمل المضني، وفّقه الله إلى الإجادة في ذلك وحسن العمل.

وليس الكتاب كلّه من الخيال الوعظي، إنّما المراد المقطع الذي اخترته لكم، وإطلالتنا عليه يُعدّ من الخيال الوعظي حسب أفهامنا نحن أبناء العصر، وربّما ليس من الخيال، والله أعلم بالمغيّبات، وإلاّ فكتابنا مليء بحِكم ورقًى إسلامية والحكم الشرعي فيها، ومنافع لأعشاب طبّيّة، وإن شئت فقل: الكتابُ جانبٌ منه يعود إلى الطبّ التقليدي.

استعجل الموعظة ممّا سأذكره وأورده:

أوّلا: إنّه يحقّ بالمؤمن عندما يُصاب بمرض ألاّ يَيْأَسَ ولا يقنط من الشفاء، وعليه أن يعود إلى الله ويلتجئ إليه، فبِيَده كلّ شيء، ويوفّقه الله إلى ما به شفاؤُه وعلاج دائه، وهذا ما فعله أبونا آدم عليه السلام، فكان من تجاربه وما أُلْهِمَ إليه بداية التطبّب والمعاجلة.

ثانيا: الخمر أمّ الخبائث، وباب الردى والمهلكة لمن اعتاده أو أدمن عليه؛

فنبيّ الله سليمان عليه السلام وما سخّر له اللهُ تعالى من الإنس والجنّ والطير وحتّى الريح كما قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ}، لم يستطع سليمان وأعوانه من جلب عفريت من العفاريت يريد أن يسأله عن أمور من التطبّب، فتمرّد عليه، لم يستطيعوا ذلك إلاّ بعد حيلة فأسْكروه، عند ذلك قُيّد في الحديد وجلب إليه.

وقديما قال ابن الوردي: «اهجر الخمرة إن كنت فتى   كيف يَسْعى في جنون مَن عقل».