موقع الشيخ طلاي

Menu

بناء العبقرية بالتربية القرآنية

جلسة يوم  29/09/2010م الموافق ليوم 20 شوال 1431هـ

أيّها الحاضرون السادة المحبّون للثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إخواني، سيكون اليوم حديثنا وعرضنا -بحول الله- لكتاب هامّ، صدر أخيرا عن أحد أبنائنا الجامعيين “سليمان بن محمّد موسلمال”.

الكتاب صدر بتاريخ: 24 جوان 2009.

عنوانه: بناء العبقرية بالتربية القرآنية.

والكتاب يشتمل على 400 صفحة من الحجم المتوسّط، في موضوع العبقرية والنبوغ الثقافي التربوي، وصدر عن مدرسة الفتح القرآنية ببريان.

ويرى المؤلّف أنّ ذلك، أي العبقرية والنبوغ التربوي، إنّما يحصل ويكون نتيجة وأثرا طيّبا في ذهنية الطفل بما يتركه القرآن الكريم في ذهن الطفل القرآني الذي تثقّف وتملّأ أوّل ما تثقّف وبما احتوى ذهنه من القرآن الكريم،

مصداقا لقوله عليه السلام: «مَن حوى ستّين حزبا من القرآن، فقد استدرج النبوءة بين جنبيه».

واعتمد في نظريته هذه وركّز استدلالاته واستنتاجاته هذه بقوله عليه السلام: «علّموا أولادكم القرآن، فإنّه أوّل ما ينبغي أن يُتعلّم من علم الله هو»، رواه الربيع.

فالقرآن أوّل ما ينبغي أن يُتعلّم، فهو فاتحة خير ودليل بركة وسبيل للتنوّر والرشد.

واعتمد كذلك في نظريته هذه على قوله تعالى: }كِتَابٌ اَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ{؛ والبركة هي النماء والزكاة والفضل. وكذلك كان القرآن الكريم وسيلة هامّة في بناء العبقرية والنبوغ لدى الصغار.

ويؤيّد الكاتب نظريته هذه الهادفة والصادقة بتحاليل واستكشافات لما يكنّه القرآن الكريم ويهدي إليه من توجيهات وأساليب البيان، فهو كالأرض الخصبة المعطاءة إذا بذر فيها البذور الجيّدة والطيّبة معًا.

وهذا القول من الكاتب ليس شططا أو مبالغة وهدرا، وذلك إذا قورن بقوله تعالى في سورة إبراهيم: }ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيـِّبـَةً كَشَجَرَةٍ طَيـِّبـَةٍ اَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ تُوتِي أُكْـلَهَا كُلَّ حِينِم بِإِذْنِ رَبـِّهَا{.

أقرأ لكم شيئا ممّا ذكره الكاتب الكريم، وقد بدأ عرضه بتعريف العبقرية. (الصفحة 21)

« العبقرية. قال في المنجد: عبقر: موضع كانت تزعم العرب أنّه كثير الجنّ.

العبقريّ: عبقرية نسبة إلى عبقر، السيّد، الذي ليس فوقه شيء، كلّ ما يُتعجّب من كماله وقوّته وحذقه.

والعبقرية تُبنى بالعمل المتواصل والجدّ والاجتهاد والمثابرة، ويقول العلماء بأنّ 99% من العبقرية هي جهد وعمل وعَرق وتعب، و1% منها إلهام وتوفيق، إذن، فثمنها غالٍ، ولا تأتي وراثيا كما يعتقد أغلبية الأولياء.

والعقل هو أقوى سلاح يمكن أن يمتلكه كلّ إنسان سويّ خلقه الله سبحانه وتعالى، وكلّ واحد يستطيع أن يستخدمه لصنع المعجزات أو يسمح له بتدميره.

والعبقرية لا تولد مع الإنسان، ولا يولد وهو يحملها داخل نفسه، أو عقله، بل تتكوّن فيه بالتدريب، فالعقل في الجسم مثله مثل أيّ عضو آخر، أو أيّ عضلة أخرى لأنّ عمله مثل عمل أيّ عضلة، وأنّ التمارين تساعد على بنائه وتقويته، وبناء على ذلك فالعبقرية وقوّة الذكاء والذاكرة هي كيان تكيّفي ومرن، يمكن بناؤه وتكوينه، ولكن هذا التشكيل يكون بالتعلّم الجيّد والحسن، مع الجهد والمثابرة المتواصلة، ولا يستطيع أحد أن يصبر في تربية الطفل ويجتهد ويثابر مثل الأمّ.

فالأمّ هي التي تستطيع أن تحسّن عمل عقل ولدها إلى الجانب الإيجابي، أو تتركه يميل عن الصواب، فيدمّر صاحبه.

– فإذا كانت العبقرية هي تقوية الذاكرة، فالقرآن يحتوي على كلّ المهارات التي تبنيها وتقوّيها، مثل: الخيال، والتكرار، والقصص، والتاريخ، والمنطق، والإيقاع (الترتيل أو التجويد)، التشويق، الترتيب التعاقبي، تكوين الرغبة، المحفّزات، الاستماع، الانتباه، التركيز.

– وإذا كانت العبقرية تتكوّن بمهارة الاستماع الجيّد، فتحفيظ القرآن بالتلقين يبني هذه المهارة في المتلقّي…».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.