موقع الشيخ طلاي

Menu

المولد النبوي الشريف

الجلسة الأولى: 7جانفي2015م الموافق ليوم: 16ربيع الأوّل1436هـ

أيّها السادة الكرام، أيّها الإخوة،السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أهنّئكم وأبارك لكم السنة الميلادية الجديدة، طالبا من المولى عزّ وعلا أن يعيدها علينا بالأمن والبركة في الأموال والأبدان.

داعيا من المولى عزّ وعلا أن يطيل أعمارنا، وبارك في أعمالنا، ويسبل علينا الستر والعافية في صحّتنا ووطننا الصغير والكبير، حتّى نواصل جلساتنا وأحاديثنا. ونطلب الله تعالى أن ندعوه بما علّمنا أن ندعوه منه تعالى: )رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن ازْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ اَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا( يا أرحم الراحمين. اللهمّ استجب.

إخواني، أيّها السادة الحضور والمتابعون لنا على العنكبوتية من الغائبين من حسن الصدف؛ “ورُبّ صدفة خير من ألف ميعاد”.

إنّني رجعتُ إلى الذاكرة أتساءل، وفي أيّ كتاب أقدّم لكم الإطلالة في جلستنا الأولى لهذه السنة المباركة بكرم الحيّ القيّوم؛

فتذكّرتُكتابا أتيتُ به من السعودية سنة 1998، يردّ على مَن يرى الاحتفال بالمولد النبوي بِدعة وضلالة.

وقد حضرت آنذاك ليلة المولد النبوي وأنا في جدّة، ودُعيتُ أنا والشيخ المرحوم الناصر المرموري لحضور حفل خاصٍّ، احتفالا بالمولد النبوي بطريقة محتشمة، لأنّ الدولة لا تسمح بإقامة احتفالات لذلك على رأي السلفية الوهابيين، ولا أدري هل لا زالت الدولة السعودية على رأيها أو تراجعت عنه.

وأقتصرُ على مقدّمة الكتاب. والكتاب بعنوان: هل نحتفل ولماذا لا نحتفل؟ ! نعم نحتفل.

يقول المؤلّف السيّد واصف أحمد  فاضل كابلي في مقدّمة الكتاب:

«…إنّ الاحتفال بالمولد النبوي من أحسن القربات، فهو بدعة حسنة وليس ببدعة سيّئة ولا ضلالة، بل إنّ كثيرا من العلماء ألّفوا في قضية المولد وأيّدوه، وبعضهم شرحوها. وجميع بلدان العالم الإسلامي يحتفلون كلّ عام بذِكرى مولده الشريف محبّة لنبيّهم عليه أفضل الصلاة والتسليم.

اللهمّ احشرنا في زمرته وشفّعه فينا يوم العرض، وأدخلنا معه الجنّة يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين.

جاء عن عبد الله بن أبي أوفى: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بُشّر برأس أبي جهل صلّى ركعتين شكرا لله. أخرجه البزار وابن عدي والبيهقي والهيثمي في مجمع الزوائد وابن ماجة.

وعن ابن عبّاس tأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما هذا اليوم الذي تصومونه؟»فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى uوقومَه، وأغرق فرعون وقومَه، فصام موسى u شكرا لله؛ فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نحن أحقّ وأولى بموسى منكم»؛ فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. رواه الإمام مسلم….

والكتاب الذي ننشره اليوم يردّ على هؤلاء زيفَهم، ويبيّن بالحجّة والبرهان أنّ الاحتفال بالمولد النبوي من أحسن القربات وليس بدعة ولا ضلالة. فجميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية تجعل يوما أو أسبوعا محدّدا في السنة لمناسبات معيّنة تاريخيّة أو تراثية لتذكير الناس بماضيهم وحضارتهم، والأيام والأسابيع مشهورة ومعروفة مثل: اليوم الوطني، ويوم الصحّة العالمي، ويوم العمّال، ويوم الطفولة، ويوم التحرير، ويوم الاستقلال، ويوم الجلوس، ويوم الميلاد، ويوم التراث، والأسابيع مثل: أسبوع الشجرة والمساجد، وأسبوع المرور، وأسبوع النظافة، وغير ذلك… !!

أليس الأجدر بنا أن نحتفل بمَن نَقَلَنا من الضلالة إلى الهدى، وأنْ نَذْكُر سيرته وشمائله، ونذكّر أبناءنا وإخواننا، فتصبح المجتمعات مُحبّة لنبيّها ووطنها، مقتدية بـمَن تحبّ، حتّى تتحقّق لنا الأسوة الحسنة لهذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، فأصبحت هذه الذكرى سنوية من شهر ربيع الأوّل ليلة الاثنين لا تقتصر على السنة والشهر، بل أصبحت اليوم تتجدّد من كلّ أسبوع، كليلة الاثنين تُعقد الندوات ومجالس الذِّكر للصلاة على النبيّ، وتدارس مناقبه صلى الله عليه وسلم وحياته قبل ولادته إلى ما بعد انتقاله للرفيق الأعلى، ومكارم أخلاقه وخلفائه آل بيته الطاهرين للتذكير والتعليم، وأخذ الموعظة والعبرة والاقتداء بالهادي المعلِّم المتمّم لكلّ مكارم الأخلاق، سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم.

فهل نحتفل؟ولماذا لا نحتفل؟ نعم نحتفل..والله الموفّق.».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.