موقع الشيخ طلاي

Menu

المولد النبوي الشريف

الجلسة الثالثة: 30/01/2013م الموافق ليوم 18 ربيع الأوّل 1434هـ

أيّها السادة الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا هذه الليلة ستكون عن موضوع الاحتفال بميلاد رسول الله r؛ وقد فعلنا ذلك منذ أسبوع.

إنّ مشروعية الاحتفال برسول الله وبزوغ نوره عليه السلام من باب شكر النعمة. وقال تعالى لرسوله: )وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ(. وأكبر نعمة علينا هي نعمة وجود رسول الله r الذي أرسله الله رحمة للعالمين.

إنّ الاحتفال بالمولد النبوي من أحسن القربات، وهو بدعة حسنة، وليس ببدعة سيّئة ولا ضلالة.

وجميع بلدان العالم الإسلاميِّ يحتفلون كلّ عام بذكرى مولده الشريف، محبّة لهم لنبيّهم عليه أفضل الصلاة والسلام.

والدولة الجزائرية جعلته يوم عطلة وراحة للتفرّغ بذكر المحتفل به، وإشاعة فضله والنور الذي جاء به.

وقد أشار عليَّ بعض الإخوان أن أحدّثكم في جلستنا هذه عن احتفال أهل هذه المدينة الطيّبة بليلة المولد على الخصوص، كما فعلتُ ذلك في الاحتفال بعيد الأضحى.

أيّها السادة، إنّ الاحتفال بمولد رسول الله r في مدينة بني يزقن له زخم خاصّ وصورة رائعة، فيها الكثير من الفضائل والمكرمات، والمتع الحسيّة والمعنوية.

ففي عشية ليلة  المولد يُدعى بعض الجمعيات الشبّانية لتأطير هذا الاحتفال العظيم في تلك الليلة.

وحتّى المجتمع النسوي يقمن قبيل المولد بتزيين الأسر لمساكنهنّ وإنارة أركانها وتلبيسها بالزينة بمختلف أنواعها.

والجمعية النسوية (تِمْسِرِدينْ) يشاركن بتقديم عشاء دسم لكلّ أعضاء العزّابة، يُرسل إلى ديارهم. ويبعثن بقصعة كبيرة من الطعام مكلّلة بوافر اللحم، يفرّق في تلك الليلة بين صلاة المغرب والعشاء على مَن في المسجد.

وبمجرّد صلاة المغرب في المسجدين القديم والجديد والمصلّيات ينطلق الأطفال ذكورا وإناثا مع آبائهم إلى حيث توجد المراجل والأواني لتقبّل الزيت بمصابيحهم “إنارَنْ”، وهم يردّدون «مولودْ النبيء محمّد المصطفى السراج المنير صلّى الله عليه وسلّم».

وعند الرجوع تنطلق أفواههم بالصلاة على النبيء «اللهمّ صلّ وسلّم على النبيء محمّد وعلى جميع الأنبياء».

إنّه منظر رائع يعجز اللسان عن وصفه، خاصّة إذا أشرفت من سطح المسجد؛ المدينة كلّها تلهج بالثناء على الرسول r والطرقات والأضواء بكلّ زاوية أو منزل. وتستمرّ هذه التظاهرة إلى أذان العشاء .

وكان جمع هذا الزيت عملية تضامنية وإنجادا لعمّار المسجد لإنارته كامل السنة.

ويعقد مجلس التلاوة لمن كان داخل المسجد لسورة الأنعام، ثمّ خواتم القرآن الكريم. وعندما يصلون إلى سورة الإخلاص تكرّر مائة مرّة، وعند الدعاء بعد الختم تُكرّر الصلاة على النبيء وعلى آله مائة مرّة.

وبعد صلاة العشاء وتوزيع الصدقات ينطلق الحاضرون إلى أسرهم ومنازلهم يشاركون البهجة والفرح بالإسلام وبرسول الإسلام.

وفي منتصف الليل أو قُبيله يقصد القرّاء “إرْوانْ” المسجد للقيام بأناشيد المولوديات إلى قُبيل الفجر، ويبدأون في الغالب بالقصائد التي نظمها بعض مشايخ البلدة قديما لهذا الغرض.

بردة الشيخ إبراهيم بن بيحْمانْ الثميني في قصيدته:

إنّي رأيت خيال البيت والحرم    في ليلة من ليالي الأشهر الحرم.

وبعدها إحدى قصائد الشيخ اطفيش:

حمدا لمن أخرج الأشياء من العدم    إلى الوجود لخير العُرب والعجم.

بعدها إحدى قصائد الشيخ الحاج صالح لَعْلي في مجزوّ الرجز:

الحمد للمقتدر    الخالق المقدّر   والبارئ المصوّر   على بديع الصور.

وبعد صلاة الفجر وتلاوة دعاء السلام جماعيا كما هي العادة، يُعقد مجلس الختمة، وتوزَّع الصدقات على الحاضرين.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.