المحرك الذهبي – ترشين صالح
الجلسة الثانية والعشرون : 28 سبتمبر 2016م الموافق ليوم: 26 ذي الحجّة 1437هـ
أيّها السادة إخواني الأعزّاء، محبّي الثقافة والمعرفة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إخواني، بعد التوقّف عن جلساتنا للعطلة الصيفيّة ورمضان وغيرهما نعود إلى جلساتنا، ونقول: عُدنا والعود أحمد.
أوّلا أحمد الله تعالى على ما أنعم علينا وحبانا به؛ فبنعمته تعالى تتمّ الصالحات.
وأهنّئكم بالعطلة والراحة الصيفية والاستجمام، واللذين لا شكّ أنّهما سيكونان باعثا على النشاط بحول الله.
ولديّ مواضيع أرجو الله تعالى أن يوفّقنا إلى تناول جوانب منها. وما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جُلّه.
واخترتُ لكم، إخواني، في هذه الجلسة المباركة الحديث عن كتاب قيّم، صدر من الأستاذ الأديب الشاعر الفاضل صالح بن الحاج عمر تِرِشين، بعنوان: المحرّك الذهبي، الذي يُعدّ من جملة إصداراته في سلسلة “الأسفار المحترقة”.
الكتاب هامّ جدّا، وإصداراته -حفظه الله- كلّها هامّة. وهذا الإصدار عن هذا الرجل العبقريّ عبد الله بن صالح، الملقّب بـ “بوكامل” أهمّ وأكبر.
والكتاب فيه خيال وواقع ورومانسية. وأقتصر على موضوعين من الكتاب:
موضوع إنشائه لشركة نقل الأشخاص والبضائع، والتخفيف عن المسافرين بعض المعاناة والأتعاب، وما يتعرّضون له من السرقات والإغارات من بعض أهل البادية.
والموضوع الثاني عن إنشائه لمدرسته الخاصّة، وأثرها على حياتنا الاجتماعيّة بالخصوص في مدينتنا هذه.
يقول المؤلّف في مدخلٍ لهذا الكتاب عن هذا الرجل العملاق أو المحرّك الذهبي:
«ولد المرحوم “بليدي بوكامل عبد الله بن الحاج صالح” سنة 1860م حسب المصادر العرفيّة، أو سنة 1856م حسب المصادر الإدارية.
فيكون بذلك قد عمّر مائة عام أو ستّة وتسعين عاما؛ فتحديد البداية أقلّ أهميّة من تقييم الفترة المديدة التي قضّاها في هذه الحياة.
عمر مبارك، وحياة طيّبة، مليئة بالمبادرات والمغامرات والإنجازات وفعل الخيرات والمبرّات…والصرامة والجدّ والإتقان في المعاملات.
مجرّد السماع باسم “عبد الله نْ بوكامل” يجعلك تتصوّر ذلك الرجل الوقور المهيب الشجاع الذي لا يَكْبُرُ أمامه أحد مهما كانت مرتبته، وترى ذلك الرجل صاحب المواقف التاريخيّة البطوليّة، ذلك الرجل الوفيّ المخلص الذي إذا قال فعل، وإذا سار وصل، وإذا توسّط فصل !
رجل إذا جالسته وجدتَ فيه الأب الحنون، والمرشد الصادق المحنّك، والمحرّك الوقّاد !
وفيما يلي بعض الآراء والأسئلة التي أثيرت في الجلسة:
- ما هي خصائص وسائل النقل التي أنشأها ؟
- غريبٌ أمر هذا المكان المسمّى “بوتْرَكْفينْ”، الذي يختاره قطّاع الطرق لتحقيق مخطّطاتهم الإجراميّة! فوقعة سنة 1917م ذكّرتنا بوقعة 1997م.
- من هم معاشري السيّد بوكامل من وجهاء وزعماء تلك الفترة، خاصّة وأنّه عاش في فترة حاسمة من حياة المجتمع المحلّي والوطني بخاصّة والعالم بصفة عامّة؟
شيخنا الفاضل؛ ماذا عن النقطة الثانية، موضوع إنشائه لمدرسة خاصّة؛ أين أقامها، ومَن كان يدرّس فيها، وما هو خطّ توجّهها في خضمّ الأحداث وقتئذ؟
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.